الأثر المقتفى فـــي أمانة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم)

الملخص

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. الذي انزل القران وحيا على نبي الرحمة الصادق الامين (صلى الله عليه واله الطيبين المنتجبين) وبعد...فان كتاب الله العزيز هو معجزة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فلاجله أرسل، ولبيان احكامه بعث، وبه نطق، ولتفصيل اياته وشرحها ابان. أي ان القران الكريم وسنة النبي محمد (ص) مكملان لبعضهما.قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))( )فضلا عما تقدم فان الرسول (ص) هو عدل القران لذلك تحدثت بعض ايات القران الكريم عن ذلك نحو قوله تعالى: "وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى" سورة النجم/اية: 3-4. أي ان الرسول (ص) لا ينطق من هوى نفسه، بل انه قران من الله سبحانه وتعالى، وقال تعالى: ((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا))( )، فهو كلام الهي لا تتلقاه الا نفس طاهرة، وهو كتاب عزيز، له ظهر وبطن وتنزيل وتأويل، وهو يحمل حقيقة التوحيد وغيرها من العقائد، وهو يقوم بامر الدعوة واظهار الاسلام على الدين كله.ان تلقي النبي (ص) لهذا القول يعني النهوظ بما تتطلبه هذه الرسالة، ونهوضه بذلك يعني تحمله لهذا الثقل في التنزيل وتحمل امانته في تبليغ ما انزل عليه.لذلك اخترت احدى صفاته (ص) وهي الامانة وهي الصفة التي اشتهر بها والحال الذي عرف به بين ابناء قومه، فهو الامين الذي حفظ الكتاب، وصان القران، وجمع الفرقان، حتى وصل الينا من غير تحريف الى هذا الزمان.وبـ ( الاثر المقتفى في امانة المصطفى) كتبت بحثي بهذا العنوان المذكور انفا.وقد اقتضى منهج البحث العلمي ان يتكون من تمهيد وخاتمة بينهما مبحثان، ذكرت في التمهيد تعريف الامانة في اللغة وفي الاصلاح الشرعي، وتحدثت عن حال الرسول قبل البعثة وبعدها.وقد تناولت في المبحث الاول امانة الرسول (ص) في تبليغ القران الكريم وحفظه وجمعه.اما المبحث الثاني فتحدثت فيه عن امانته في جعل الامة في حصن امين هم اهل البيت العدل الثاني للقران الكريم. استجابة لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "( ).وختمت بحثي بخاتمة ذكرت فيها اهم النتائج التي توصل اليها البحث...-امانة رسول الله (ص) في جمع القران الكريم في عهده وبذلك حفظ القران من التدليس والتحريف والضياع، وصانه من اهواء الضالين.-امانة رسول الله (ص) في تبليغ الدعوة الى الاسلام في حياته، والرجوع الى العترة الطاهرة بعد وفاته. فبذلك ختم الرسالة، ونسخت شريعته شرائع ما قبله من الانبياء.هذا ما تناولته في هذا البحث، وما ختمته بهذه النتائج وما توفيقي الا بالله العلي العظيم، وعليه توكلت واليه انيب وهو حسبي ونعم الوكيل.