إيحاء الكلمات في الشعر العباسي، دراسة تأويلية في قصدية الاختيار ورمزية التعبير

المؤلفون

  • ثائر سمير حسن الشمري
  • كمال عبد الفتاح السامرائي

الكلمات المفتاحية:

دراسات انسانية، تاريخ اسلامي

الملخص

شغلت قضية اللفظ والمعنى أذهان النقاد العرب منذ القدم وحتى يومنا هذا، إذ احتدم الصراع بين مؤيدي اللفظ وأنصار المعنى، وفي الحقيقة أن كلا الفريقين محق فيما ذهب إليه، فلا يمكن أنْ نتصوّر وجود ألفاظ من دون معانٍ تعبر عنها إلاّ في النادر، وكذا الحال مع المعنى الذي لا يتواجد إلاّ من خلال اللفظ الذي يكون سبيله إلى الحياة، فاللفظة : " هي الترجمة اللغوية للمعنى، والمادة الأولية للتعبير، والجزء الأصغر الذي يتألف منه الأسلوب"( )، وبذلك يكون اللفظ سبباً رئيساً لتحقق المعنى الذي يرمي إليه المبدع من خلال لغته، لأن اللغة " في جانبها العلمي تتضمّن عملاً هادفاً لغاية. وهذه الغاية يحددها الفكر وتشف عنها اللغة " ( )، وبما أنّ اللفظ هو الوالد الأصيل لمولوده المعنى، رأينا اهتمام النقاد العرب القدامى به، إذ أكثروا أوصافهم له وتحدثوا عن شروطه لما له من تأثير كبير في المتلقي، فضلاً عن كونه المعبر الرئيس عمّا يدور في ذهن مبدعه، فقدامة بن جعفر يرى أن يكون اللفظ" سمحاً، سهل مخارج الحروف من مواضعها، عليه رونق الفصاحة، مع الخلو من البشاعة"( )، وإذا كانت صفات اللفظ عنده هنا من الأمور البدهية، فأنها عند أبي هلال العسكري كانت أكثر دقّة، لأنه عدّ المعاني تابعة للألفاظ، لذا يجب الاهتمام بالأخيرة لأنها السبيل التي نكتشف من خلالها المعاني، وذلك حين رأى أنه : " ليس الشأن في إيراد المعاني، لأن المعاني يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي، وإنما هو في جودة اللفظ وصفائه، وحسنه وبهائه ونزاهته ونقائه، وكثرة طلاوته ومائه، مع صحة السبك والتركيب "( ) ، ولهذا السبب أعلن العسكري عن أنّ من أراد المعنى الشريف عليه أن يلتمس لها لفظاً شريفاً، لأنه اقتنع أن حق المعنى الشريف، اللفظ الشريف ( )، ولم يبتعد ابن رشيق القيرواني في رؤيته للفظ والمعنى عن رؤية سابقيه قدامة والعسكري، فهو يرى أنّ " اللفظ جسم، وروحه المعنى، وارتباطه به، كارتباط الروح بالجسم، يضعف بضعفه، ويقوى بقوته " ( ).  

التنزيلات

منشور

2022-11-08