السيد محمد حسين فضل الله حياته ومواقفه من القضية اللبنانية

الملخص

تمثل دراسة المفكرين ركناً مهماً وأساسياً لفهم تاريخ الشعوب لما لها من علاقة بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كون أن بعض هذه الشخصيات تمتلك رؤى فكرية ووعياً سياسياً وبعدا" عقائديا" والذي يمثل بعض الأوقات شكل النظام السياسي الإسلامي.وقد تناولت الدراسات التاريخية عدداً من المفكرين الذين قاموا بدور مهم في صنع الأحداث، ويمثل السيد محمد حسين فضل الله أحد أولئك الذين أسهموا في بعض جوانبها السياسية والاجتماعية والفكرية، سواء على صعيد لبنان، أو على الصعيدين العربي والإسلامي، الذي ذاع صيته فيهما بشكل كبير بصفته رجل التوحيد والتقريب بين المذاهب، وقد جاءت هذه الدراسة التاريخية للسيد محمد حسين فضل الله كونه من المفكرين الإسلاميين المعاصرين ، الذي تعرض إلى حملات عدة هدفها التشويه والطعن في آرائه الفكرية والفقهية، وامتد الطعن حتى في مواقفه السياسية، لأسباب تتراوح بين التخلف الحضاري، والتعصب الأعمى، أو للخوف من انتشار فكر فقهي متنور يقوم على خدمة المجتمع والدين، ومن هنا جاء اختيارنا لدراسة هذه الشخصية محاولين تسليط الضوء والكشف عن كثير من جوانب هذه الشخصية، سواء منذ ولادته ونشأته الأولى في النجف، وما تلاه لاحقاً من دراسة في حوزتها، ثم سفره إلى لبنان مسقط رأس آبائه واستقراره هناك، ليبرز فيما بعد على الساحة اللبنانية مرجعاً دينياً كبيراً ذا آراء فكرية وفقهية مهمة يشهد لها القاصي والداني، إضافة لتأكيدها ضرورة التمسك بالقيم الإسلامية التي تعد سلاح الردع بوجه كافة التحديات التي تهدد وحدة المسلمين، فضلاً عن ذلك ما عُرف عن شخصية السيد فضل الله من دعوة إلى وحدة الكلمة والابتعاد عن العنصرية والطائفية، فكان ذلك دافعاً أساسياً لاختياره موضوعاً لدراستنا، فضلاً لنتاجه وآرائه الفكرية التي لم تحظَ بدراسة أكاديمية مستقلة في مجال التأريخ، فضلاً عن ما خلفه للأجيال من ثروة علمية كبيرة تمثلت بمؤلفاته في مختلف المجالات الدينية والفقهية والتاريخية والفلسفية والشعرية والاجتماعية.