المؤسسة الصحية في إفريقية(الدمنة إنموذجًا) من القرن الثاني إلى الرابع الهجري/ الثامن إلى العاشر الميلادي

المؤلفون

  • اثير عبد الكريم صادق العلوان جامعة البصرة /كلية التربية للبنات

الكلمات المفتاحية:

المؤسسة الصحية، إفريقية،الدمنة،المجذومون، فقهاء البدن

الملخص

      تعد (الدمنة) أقدم مؤسسة صحية ظهرت في (إفريقية)أخذت على عاتقها مسؤولية معالجة المصابين بالأمراض المعدية المنتشرة آنذاك وتقديم الخدمات الضرورية لهم،وكان عملها منظمًا تنظيمًا دقيقًا أشبه بعمل المؤسسات الصحية (الحجر الصحي) في وقتنا الحاضر،حيث يتم عزل المصابين في أماكن أعدت لهذا الغرض، لتجنب اختلاطهم بالأصحاء وبالتالي منع انتقال العدوة لهم،وكان يشرف عليها ويراقب سيرها حفظة قيمون مهمتهم السهر على نظامها وعلى راحة المقيمين بها ومراقبة من يزورها من الخارج، وكذلك الإشراف على المرضى وتفقدهم ووصف العلاج المناسب لهم،وكانت الدمنة مأوى للمكفوفين، والشيوخ،والاضراء،والعباد والزهاد ،والمحتاجين، فكانت بمثابة دار لهم يسكنون فيه ويأوون إليه،وأشتملت على كل مايحتاج إليه المريض أو الساكن فيها من المرافق الضرورية وكان لها جهازًا قائمًا بذاته كافيًا في ذلك الوقت لتحقيق الغاية المطلوبة منه،وقد أسهمت العديد من الجهات في الاهتمام بمؤسسة (الدمنة) وقامت برعايتها وخصصت جهدها ووقتها لها وتكفلت بكل مايحتاج إليه سكانها من الرعاية والاهتمام كالإنفاق عليها وتوفير مستلزمات الحياة الضرورية لهم، فقد كانت الدمنة محل عناية ورعاية الأمراء الذين جرت عادتهم على تخصيصها بالزيارة في أيام المواسم والأعياد الشرعية ويخصون من بها بالصدقات والعطاء، كما كانت الدمنة محل عناية الأعيان من الفقهاء والعلماء وعامة الناس أيضًا فقد كانوا يبعثون بصدقاتهم إلى أهلها في المواسم والأعياد ويمدونهم بما يحتاجون إليه من الملابس والأطعمة،ولم يكن الاهتمام بالدمنة والاعتناء بها ورعاية سكانها مقتصرًا على الأمراء والأعيان وعامة الناس فقط بل شاركهم في ذلك الأطباء((فقهاء البدن)) إذ ظهر خلال مدة البحث مجموعة من العلماء والفقهاء ورجال الجيش الذين تعاطوا شيئًا من التطبيب بما أضطلعوا به من التجربة وأخذوه بالتقليد الموروث وكانوا هؤلاء موجودين في صفوف الجيش الإسلامي يباشرون علاج المرضى والجرحى من المقاتلين في ميادين الغزوات والحروب.

التنزيلات

منشور

2022-11-29