الموريسيكيون في بلنسية (دراسة في أوضاعهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية (1525-1609)

المؤلفون

  • محمد عبدالله المعموري
  • يوسف كاظم جغيل الشمري

الكلمات المفتاحية:

دراسات انسانية، تاريخ، تاريخ حديث

الملخص

يعد موضوع الموريسكيين (المسلمون المنصرون) في بلنسيه من المواضيع التأريخية المهمة التي لم تحظ بعناية الباحثين لأسباب متعددة لعل أكثرها ذأهمية قلة المصادر التاريخية المتاحة أمام الباحث لاسيما إذ ما علمنا أن المصادر العربية الأسلامية قد تجنبت الخوض في مثل هذه الموضوعات بسبب موقفها السلبي من المسلمين الذين فضلوا البقاء في ارض الكفر على العودة الى أرض الأسلام. وقد أقتفى المؤرخون العرب في ذلك أثر الفقهاء في وجوب مغادرة المسلمين الأراضي الاسبانية التي خضعت للأعداء، وبالتالي لم يدخل المسلمون الخاضعون للسيطرة الأسبانية ضمن أهتمامات المؤرخين العرب، وأزداد الحال سوءاً بعد سقوط غرناطة أخر معقل للعرب المسلمين في الأندلس سنة (898هـ/1492م)، أذ أصدر الكاردينال خمينيث مسؤول محاكم التفتيش في غرناطة، أمراً بأخذ جميع المخطوطات العربية الموجودة عند المسلمين لا سيما المتعلقة بعلوم الدين والشريعة والتاريخ، فجمعت عشرات الالوف من هذه الكتب وأمر بأحراقها في ميدان باب الرملة من غرناطة ولم يسلم منها إلا كتب الطب والرياضيات والكيمياء وكان ذلك في سنة (905هـ/1499م)، وأستمرت عملية مصادرة وحرق المخطوطات العربية في جميع الأراضي الأسبانية ومنها بلنسيه في مراحل تاريخية لاحقة وكان الهدف من هذه العملية هو قطع الصلة بين الموريسكيون وتراثهم الحضاري الذي تعد اللغة مكوناً أساسياً من مكوناته.وبذلك يمكن القول أن قلة المعلومات التاريخية المتعلقة بموضوع الموريسكيين في بلنسية قد القت بظلالها على الباحثين العرب وجعلتهم يبتعدون عن الخوض بمثل هذه الموضوعات التي يمكن أن نضعها في خانة الدراسات الأجتماعية التي تعاني أصلاً نقصاً واضحاً وعزوفاً من لدن الكثير من الباحثين والمؤرخين الذين ركزو جل أهتمامهم على دراسة الجوانب السياسية دون غيرها.إلا أن هذا لايعني أن موضوع الموريسكين في اسبانيا بصفة عامة قد ترك دون الخوض في تفاصيله، اذ ظهرت العديد من المحاولات الجادة من قبل عدد من الباحثين تناولت دراسة الأوضاع السياسية للموريسكيين دون التركيز على الجوانب الأجتماعية والأقتصادية، كما أن هذه الدراسات أختصت بموريسكيوا غرناطة دون غيرهم من موريسكيي المناطق الأخرى لأن المسلمين في هذه المدينة كانوا يمثلون أغلبية السكان لقرب سقوطها بيد الأسبان، أما بالنسبة لبلنسية والتي تأتي بالمرتبة الثانية بعد غرناطة من حيث عدد المسلمين فأنها قد مضىء على سقوطها أكثر من ثلاثة قرون أذ سقطت بيد الاسبان سنة (636هـ/1238م) وأصبح المسلمون في هذه المنطقة تابعين للسلطات المسيحية واطلق عليهم تسميه المدجنون، لذلك أهمل المؤرخون المسلمون تتبع تأريخهم وأنعكس ذلك بشكل سلبي على الدراسات الحديثة التي ابتعدت هي الأخرى عن الخوض في تفاصيل هذا الموضوع بسبب قلة المصادر التأريخية، لذلك وجدنا أن هذا الموضوع جدير بالدراسة لسد النقص في مثل هذا النوع من الدراسات وللوقوف على الأوضاع السياسية والأقتصادية والأجتماعية للمسلمين في بلنسية في ظل السيادة المسيحية ولأتمام النقص في دراسات بعض الباحثين العرب أمثال عبدالجليل التميمي الذي أهتم بدراسة العلاقات الخارجية للموريسكيين بالعالم الاسلامي ومحمد عبد حتاملة الذي ركز جل أهتمامه على دراسة الأوضاع السياسية للموريسكيين في غرناطة.أقتضت طبيعة البحث تقسيمه الى مقدمة ومبحثين، تناول المبحث الأول الأوضاع السياسية للموريسكيين في بلنسية في عهد الملك شارل الأول، إذ تطرق المبحث بالتفصيل الى الكيفية التي تم بها تنصير المسلمين في بلنسية في سنة (932هـ/1525م) ودور حركة الخيرمانيا في هذه العملية وموقف السلطة منها فضلاً عن ذلك فقد تطرق المبحث الى موقف المسلمين في بلنسية من عملية التنصير الأجباري واعلانهم للثورة.أما المبحث الثاني فقد تناول الأوضاع السياسية للموريسكيين في بلنسيه من بداية عهد فيليب الثاني وحتى طردهم من المدينة المذكورة في سنة (1018هـ1609م) على عهد الملك فيليب الثالث أذ تطرق المبحث الى المضايقات التي كان يتعرض لها الموريسكيون من قبل السلطة الحاكمة في بلنسية بغية أجبارهم على ترك الدين الإسلامي وكل ماله صلة بماضيهم القديم، حتى تكللت هذه الأجراءات بقرار طردهم بعد أن فشلت كل المحاولات التي كانت ترمي الى تنصيرهم.أعتمدت الدراسة على عدد كبير من المصادر والمراجع بعضها ذا فائدة كبيرة لايمكن الأستغناء عنها وبعضها ذا فائدة ثانوية، وقد تنوعت تلك المصادر فمنها كتب التاريخ والجغرافية والرحلات ومنها كتب النوازل والتراجم ونذكر منها على سبيل المثال لا سبيل الحصر كتاب المعيار المعرب للونشريسي، وكتاب نفح الطيب للمقري، وكتاب ناصر الدين على القوم الكافرين للحجري وكتاب المؤنس في أخبار أفريقية وتونس لأبن أبي دينار أما بالنسبة للمراجع فقد أعتمدت الدراسة على مجموعة متنوعة من المراجع الأجنبية المترجمة وغير المترجمة والتي أغنت مباحث الدراسة المختلفة ونذكر منها الدراسة القيمة لكل من دومنيغيث وفنسنت والتي جاء تحت عنوان (تاريخ الموريسكيين) أذ تضمنت الكثير من المعلومات المهمة التي تتعلق بحياة الموريسكيين والتي أغفلتها المصادر العربية الاسلامية، وكذلك الدراسة القيمة التي تقدم بها لونغاس تحت عنوان (الحياة الدينية للموريسيكيين) اذ تضمنت الكثير من المعلومات الخاصة بالحياة الدينية للمسلمين كذلك لايفوتنا أن نذكر دراسة براتشينا التي جاء تحت عنوان (الموريسكيون الاسبان) والتي تضمنت الكثير من المعلومات القيمة الخاصة بالموريسكيين في بلنسية، أما بالنسبة للمراجع غير المترجمة فنذكر دراسة ميرسون التي جاءت تحت عنوان (المسلمون في بلنسية في عهد فرديناند وايزابيد).  

التنزيلات

منشور

2022-11-14