الحملة العسكرية الفرنسية على جبل لبنان 1860-1861

الملخص

عدت الفتنة الطائفية التي حدثت في جبل لبنان سنة 1860 من اهم الاحداث السياسية التي تعرض لها الجبل بشكل خاص والدولة العثمانية بشكل عام في القرن التاسع عشر، وكادت ان تؤدي الى حرب كبرى لا تقتصر على الدولة العثمانية فقط وانما دخول دول اوربية لها اهتماماتها الخاصة في المشرق العربي بشكل عام وجبل لبنان بشكل خاص وكان من ابرز تلك الدول فرنسا . اعتقدت الحكومة الفرنسية في الفتنة التي اصابت جبل لبنان فرصة لاعادة نفوذها بشكل اقوى لا سيما ان سياسة فرنسا المؤيدة للسيطرة المصرية على سوريا قد اضعف موقف فرنسا في سوريا لاسيما بين ابناء الطوائف الكاثوليكية ومنها الطائفة المارونية ، فضلا عن ذلك اتخذت فرنسا من تدخلها في هذه الاحداث وسيلة للضغط على الباب العالي لتمرير مشاريعها الاقتصادية في الدولة العثمانية لا سيما مصانع الحرير في جبل لبنان ومشروع قناة السويس . ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على دور فرنسا في الحملة العسكرية على جبل لبنان والسياسة التي اتبعتها هناك لترسيخ نفوذها في الجبل ومن ثم سوريا بشكل عام . اعتمدت الدراسة على مصادر متعددة جاء على راسها وثائق وزارة الخارجية البريطانية ووثائق مراسلات الحملة العسكرية الفرنسية على سوريا 1860-1861 واعتمدت ايضا على مصادر مهمة اخرى كرسالة الماجستير للباحث احسان سعيد الموسومة ( التدخل الاجنبي في شؤون لبنان من سنة 1840- 1861 ) وكذلك كتاب سياسة فرنسا في الشرق الادنى للباحثة الروسية مارينا بانتيشينكوفا ووالاسس التاريخية لنظام لبنان الطائفي للباحث محمد احمد ترحيني .