زواج القاصرات بين الدين والعادات ( دراسة ميدانية في محكمة الاحوال الشخصية في مركز مدينة الديوانية )
الكلمات المفتاحية:
زواج القاصرات ، الدين ، العاداتالملخص
انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة زواج القاصرات بصورة واضحة في المجتمع العراقي اذ يقوم اولياء الأمور بتزويج بناتهم وهن في سن صغير لأشخاص متمكنين مادياً وهذه الظاهرة هي نتاج التخلف وعدم مراعاة القيمة الانسانية للفتاة حيث يجب ان نوليها الرعاية و الاهتمام لتكون مؤهلة لأداء مسؤولية قيادية مهمة في بناء الاسرة وهذا الدور المهم تجهله التقاليد العشائرية . هنالك عدد من الاسباب التي تساعد على تفشي هذه الظاهرة الخطيرة فكثير من الدوافع تدفع الابوين الى رمي بناتهم الى زواج مجهول و هذه الظاهرة كارثة اجتماعية ففي العراق يعتبر زواج القاصرات من الظواهر المنتشرة و المتوارثة مجتمعياً خصوصاً في الارياف والتي من الصعب العدول عنها كونها تقليداً ازلياً دون الاحساس بأي حرج من القيام بهذا الشيء لقناعتهم بأن الدين الاسلامي لم يحدد سناً للزواج دون النظر الى ان زواج الفتاة القاصر قد يؤثر بصورة سلبية على صحتها و ايضاً على المجتمع لأنها قد لا تصلح أن تكون اماً وغير مؤهلة لتربية اطفالها الذين سوف يصبحون مثلها بعد عدة اعوام . وجاءت اهمية البحث بتناول الاسباب والاثار المؤدية الى زواج القاصرات وتوصلت هذه الدراسة من خلال الاستبيان الذي وزع في محكمة الاحوال الشخصية في مدينة الديوانية على (67 ) فتاة من الفتيات القاصرات المتزوجات الى مجموعة من النتائج ابرزها : رفض فكرة الزواج المبكر في المجتمع لما له من تأثيرات كبيرة كونه يعد حرمان للفتاة الصغيرة من ابرز حقوقها وهي الحق في الحياة والحق في التعليم كذلك امكانية تعرضها للاضطرابات النفسية وللعادات والتقاليد دورا كبيرا لأنها تعد من الاسباب المؤثرة تأثيرا مباشرا في هذه الظاهرة والزواج المبكر محكوم علية بالفشل لان الفتاة عند زواجها في سن مبكر هي غير مؤهلة وليس لديها الخبرة في التعامل مع المشاكل الزوجية وصعوبات الحياة بشكل عام مما يؤدي الى فشل العلاقة الزوجية والطلاق