التضاد والعلاقات الثنائية في شعر المعاقين

المؤلفون

  • محمد شاكر الربيعي جامعة بابل/كلية التربية الاساسية
  • صبا عصام عبد الحسين جامعة بابل / كلية التربية للعلوم الانسانية

الكلمات المفتاحية:

التضاد ، الالفاظ المفردة ، الالفاظ المركبة ، الصورة التشبيهية

الملخص

لقد وقف اللغويون العرب على التضاد منطلقين من مادته اللغوية ، فقد جاء في لسان العرب عن الضد أنه كل شيء ضاد شيئاً ليغلبه والسواد ضد البياض ، والموت ضد الحياة تقول : هذا ضده وضديده ، والليل ضد النهار اذا جاء هذا ذهب ذاك ويجمع على الاضداد([i])، والتضاد في معناه الاصطلاحي (( ان يجمع بين المتضادين مع مراعاة التقابل ))([ii]) ، وعند ابي هلال العسكري (( هما اللذان ينتفي احدهما عند وجود صاحبه اذا كان وجود هذا على الوجه الذي يوجد عليه ذلك كالسواد والبياض))([iii]) .

          لقد مازج بعض العلماء بين مفهوم التضاد وبين مفاهيم اخرى، فيرى بعضهم أَن التضاد نوعاً من الاشتراك اللفظي ([iv]) والذي يعرف بانه ((عبارة عن كلمة واحدة ذات معنيين، يصل الخلاف بينهما الى حد التناقض كقولهم باع بمعنى باع واشترى))([v]) .

          إن التركيز في المصطلحات التي خصها البلاغيون نجدها تتراوح في معناها الضدي ما بين الطباق والمقابلة والتكافؤ.

          فالمقابلة او الطباق هو ((الجمع بين الشيء وضده في جزء من أجزاء الرسالة أو الخطبة أو البيت من بيوت القصيدة))([vi])، وقد ورد هذا المصطلح عند ابن المعتز (( يقال طابقت بين الشيئين اذا جمعتهما على حذو واحد ، وكذلك قال ابو سعيد : فالقائل لصاحبه اتيناك لتسلك بنا سبيل التوسع فادخلتنا في ضيق الضمان وقد طابق السعة والضيق في هذا الخطاب))(6).

          وقد أشار بعضهم إلى التضاد بأنه قد يؤدي إلى معنى المقابلة التي تعني ((إن يؤتى بمعنيين متوافقين اومعان متوافقة ثم بما يقابلها على الترتيب ))(1)، أو  تكون بنظر أحدهم (( من مقومات التعبير، لأنها تعتمد على عرض الأضداد والمتناقضات، ولذلك فهي ليست محسناً وإنما هي وسيلة من وسائل التعبير))(2) .

لقد أسهبت البلاغة العربية في الابانة عن الجمالية الشكلية ، فمن النقاد من تطرق الى التضاد بكونه احد الفنون الجمالية ، واقتصر على قراءته قراءة سطحية ، فلم يناقشه في ضوء تكوين النص المعنوي بوصفه عنصرا فاعلا في تغذية النص وانضاجه(3) ، واعتبر أن الاستعارةَ ((امرٌ اصيل في الشعر ... هي لباب الشعر ، ولا كذلك التجنيس والمطابقة ... فالتجنيس اما عبث لفظي ... ، واما لعب بالمعاني ومهارة في استخدام مفردات اللغة ...، والطباق مجرد مقابلات بين المعاني )) (4) بمعنى ان الجناس والطباق (( ما هي الا محسنات لفظية او طريقة من طرق التفكير الذي يغلب عليه العقم ، انها اشياء ليست من جوهر الشعر ولا هي حتمية فيه ))(5)، فالفنون البديعية من خلال هذين المفهومين تقتصر على المعنى الظاهري ومحاولة الصاقه بزخارف تشكيلية ، كوسيلة لصنع الجمال والاطلاع عليه وكشف سماته في الوقت نفسه (6).

وقد يرى بعضهم ان الطباق او المطابقة (( من مقومات التعبير، لانها تعتمد على عرض الاضداد والمتناقضات ولذلك ، فهي ليست محسناً وانما هي وسيلة من وسائل التعبير))([vii]) .

          وقد تتبع البلاغيون حديثا في الكشف عن استراتيجية التضاد والثنائيات الضدية الطرق الحديثة ، فقيمة (( التضاد الاسلوبية تكمن في نظام العلاقات الذي يقيمه بين العنصرين المتقابلين وعلى هذا فلن يكون له أي تأثير ما لم يتداع في توالٍ لغوي)) ([viii]). أي بما معناه ان اللغة تعمل على تشابك الدوال في علاقات مستمرة مع لغة التضاد الأسلوبية والتي تعد (( احد المنابع الرئيسة للفجوة – مسافة – التوتر . واننا اذا احسنا اكتناه التضاد وتحديد مختلف انماطه ومناحي تجليه في الشعر ، استطعنا في نهاية المطاف ان نموضع انفسنا في مكان هو الاكثر امتيازا وقدرة على المعاينة الشعرية وفهمها من الداخل وكشف اسرارها))([ix]) .

          ان ظاهرة التضاد تجلت في الشعر العربي بصورة عامة وفي شعر المعاقين بصورة خاصة متخذةً الوان شتى، ما بين الافراد والتركيب او الصورة المتجسدة من خلال الفنون البديعية الاخرى، لذلك ارتأت الباحثة تقسيم دراسة التضاد الى ثلاثة اصعدة منها ( الالفاظ المفردة ، الالفاظ المركبة ، الصورة التشبيهية ) .

 

التنزيلات

منشور

2022-10-27