تقوية المعنى بالفونيمات فوق القطعيَّة

المؤلفون

  • أشرف عدنان حسن جامعة بابل/ كلية الدراسات القرآنية

الكلمات المفتاحية:

دراسات انسانية, لغة, لسانيات,تقوية المعنى , الفونيمات

الملخص

          يتناول هذا البحث تقوية المعنى بالفونيمات فوق القطعيَّة التي تصاحب الكلام والتي لا تكون جزءًا من بنية الكلمة ، وقد خلص البحث إلى عدد من النَّتائج، أهمها : 

  • من وظائف التَّنغيم التي أثبتها البحث تقوية المعنى وتمكينه في نفس السَّامع؛ وذلك من خلال بيان مشاعر المتكلِّم من دهشةٍ ورضا، وسخطٍ وازدراء وغيرها، والتي تظهر من خلال تنغيمه للكلام، وبحسب ما يتطلَّبه المقام .
  • قد يستخدم المتكلِّم تقاطيع وجهه عند الكلام، كوسيلة إضافية تشترك مع وسائل التَّعبير النُّطقيَّة الأخرى في إيضاح المعنى المقصود وتقويته في نفس المتلقِّي .
  • ذهب البحث مع الرَّأي الذي يرى أنَّ النَّبر في العربيَّة لا يغيِّر معنى ، ولكنه ممكن أن يؤكِّده ويُمَكِّنه في نفس السَّامع .

  وفي البحث عدد من الشَّواهد المحللة ، والنَّتائج الجزئيَّة الأخرى .

      اللُّغة نظامٌ ، ولكلِّ نظامٍ مكوناته ، والمكونات الرَّئيسة للُّغة أربعة ، هي : الأصوات والمفردات والتَّراكيب ، والإطار الثَّقافيّ الذي تُستخدم فيه اللُّغة .

      والأصوات من بين هذه المكونات ذات مكانة مميَّزة، فأوَّل ما يتَّصل بآذاننا من اللُّغة أصواتها ، فهي أساس اللُّغة ، وعلى حدِّ تعبير ابن جني ( ت395ه ) إنَّها حدُّ اللُّغة ، إذ قال : (( أمَّا حدُّها فإنَّها أصوات يُعبِّرُ بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم))([i]) ، وهو بهذا التَّعريف يسبق علماء اللُّغة المحدَثينَ عندما يُقرِّرُونَ أنَّ اللُّغة في أساسها نظام صوتيّ ، وأنَّ الكتابة نظام تابع لها في مرحلةٍ لسانيَّة قابلة ([ii]) .

      والجانب الصَّوتيّ في اللُّغة يعني أنَّ ثمَّة متحدِّث وآخر مستمع ، ومن ثم تحتلُّ هاتانِ المهارتانِ ، الحديث والاستماع منزلة خاصة بين مهارات اللُّغة الأربع في نظامها الصَّوتيّ .

      والنِّظام الصَّوتيّ في العربيَّة ، كأيِّ نظامٍ صوتيّ آخر يشتمل على :

       1- فونيمات قطعيَّة ، وهي عبارة عن الأصوات الصَّامتة والأصوات الصَّائتة ، ولا ثالث لهما ، وهذه تكون جزءاً من تركيب الكلمة([iii])، إن لم أقُلْ هي التي تُركِّب الكلمة وتؤلِّفها بشكلٍ رئيس عندما تجتمع بانتظام .

      2- فونيمات فوق القطعيَّة ( ثانويَّة ): وتسمى أيضاً بالظَّواهر التَّطريزيَّة([iv]) ، أو بالمصاحبات اللُّغويَّة([v]) ، وهي عبارة عن ظواهر مصاحبة للنُّطق ، فالنِّظام الصَّوتي في العربيَّة - كغيره من الأنظمة اللُّغويَّة الأخرى- لا يقتصر على الفونيمات القطعيَّة(الصَّوامت والصَّوائت) ، فحسب بل إنَّ هناك ظواهر أخرى مصاحبة للنُّطق كالتَّنغيم والنَّبر وغيرهما يُطلق عليها الفونيمات الثَّانوية ، فالفونيم الثَّانويّ ، ظاهرة أو صيغة صوتيَّة ذات مغزى في الكلام المنطوق ، ولا يكون هذا الفونيم جزءاً من تركيب الكلمة كالفونيم القطعيّ ([vi]) .

 

 

 

 

 

 

 

التنزيلات

منشور

2022-11-08