أطر التعاون بين الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في مجال حفظ السلم والامن الدوليين

الملخص

يعد حفظ السلم والامن الدوليين من الاهداف الرئيسية التي تسعى المنظمات الدولية بأنواعها شتى الى تحقيقها, اذ ينبع هذا الهدف من غاية الامم المتحدة في انقاذ الاجيال من ويلات الحرب كما جاء في ديباجة ميثاق الامم المتحدة ,فهو غرض يتمثل في تحقيق الامن للبشرية, لذا نجد ان سبب وجود التنظيم الدولي تتمثل في الاصل في السعي الى جعل مسؤولية حفظ السلم والامن الدوليين تتركز في سلطة واحدة الا وهي المنظمات الدولية, من خلال تحقيق الامن الجماعي, ونبذ الحروب ومنع استخدام القوة في العلاقات الدولية, وتسوية النزاعات سلمياً ,اذ تتولى اجهزة معينة في المنظمات الدولية مهمة ضمان حفظ السلم والامن الدوليين. ولقد جعل ميثاق الامم المتحدة من حفظ السلم والامن الدوليين في مقدمة الاهداف التي يسعى الى تحقيقها , لما يتضمنه من عناصر رئيسية  تشكل في مجموعها نظاماً متكاملاً للسلم والامن الدوليين, سواء من خلال المبادئ العامة والقواعد التي يسعى الميثاق الى فرض السير عليها واحترامها, او من خلال الاليات التي انشأها ميثاق الامم المتحدة بهدف مساعدة الدول على تجاوز الخلافات الناشئة بينها, كالتفويض الذي منحة الميثاق لمجلس الامن للتدخل في حال وجود موقف او عدوان من شأن استمراره ان يشكل تهديد للسلم والامن الدوليين. وتعد جامعة الدول العربية من اقدم المنظمات الاقليمية, اذ نشأت قبل الامم المتحدة , وهي المنظمة الوحيدة التي تضم في عضويتها دول يجمعها الجوار الجغرافي الا انها لم تستفيد من المزايا التي تتمتع بها فكانت ولا تزال قاصرة عن حفظ السلم والامن الدوليين , مما دفع الدول الاعضاء فيها الى الاتجاه نحو الامم المتحدة لتسوية النزاعات الناشئة بينها, وكان ذلك سبباً  فشلها في تحقيق الاهداف التي انشأت من اجلها.