أساليب التمني والترجي والعرض والتحضيض دراسة مقارنة بين اللغات السامية
الكلمات المفتاحية:
التمني,الترجي,العرض,التحضيضالملخص
أتفق نحاة اللغة العربية على أن الكلام يقع في أسلوبين هما: الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي. الأول يدل على الإخبار والثاني يدل على الإنشاء. وقسموا الأسلوب الإنشائي على قسمين: إنشاء طلبي وهو ما يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب، لأمتناع طلب الحصول كـ (الأمر) و (النهي) و (الدعاء) و (العرض) و (التحضيض) و (التمني) و (الترجي) و (الاستفهام) و (النداء)، وإنشاء غير طلبي وهو ما لا يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب كـ (أفعال المقاربة) و (أفعال التعجب) و (المدح والذم) و (صيغ العقود) و (القسم) و (كم الخبرية) . وفي بحثنا هذا فإننا سنقتصر على دراسة عدد من أساليب الإنشاء الطلبي وهي كل من اساليب (التمني والترجي والعرض والتحضيض) وذلك لما تتمتع به هذه الأساليب من تنوع في الدلالات والأدوات وشيوعً في الاستعمال.
وقد تم دراسة هذه الأساليب على وفق المنهج المقارن الذي يقوم على اساس تحديد الخصائص والصفات المشتركة بين مجموعة من اللغات الشقيقة التي تنتمي إلى فصيلة لغوية واحدة.
وبما أن اللغة العربية هي واحدة من المجموعة اللغوية المعروفة بفصيلة اللغات السامية فقد تم دراسة هذه الأساليب في لغات شقيقة أخرى من هذه الفصيلة وهي كل من اللغة العبرية واللغة السريانية واللغة الأكدية والمقارنة بينهما فيما يتعلق بهذه الأساليب والأدوات ذات العلاقة ، وأينما وجد موضوع للمقارنة بغية معرفة أوجه الشبه والخلاف وتحديد السمات اللغوية المشتركة وصولاً إلى ترسيس اللغة الأم التي تفرعت منها هذه اللغات. وفي ذلك إغناء وإثراء للدرس النحوي الذي بقى أسيراً للنمط التقليدي (الوصفي) الذي لم يعد يأتي بجديد في مثل هذه الدراسات اللغوية.