عناية الدولة بالعلماء في الحضارة الإسلامية
الكلمات المفتاحية:
Care, State, scholars, Islamic civilizationالملخص
الحمد لله حقِّ حمده والصلاة والسلام على منْ لا نبيّ من بعده وصلّ يا ربّ وسلّم على آله وصحبه .
أمّا بعد :
يسلط هذا البحث الضوء على ماضي الأمّة وحاضرها ، ويعقد الموازنة بينهما من حيث رعاية الدولة بالعلم والعلماء والعناية بهما قديماً وحديثاً ، وكيف كانت الأمة العربية والإسلامية متقدمة في جميع المجالات حينما كانت ترعى العلماء وتذلل لهم سبل البحث والاختراع ، وتشجيعهم على ذلك مادّياً ومعنوياً ، فلا يقِلُّ دور الدولة في تنشئة العلماء عن دور الأسرة ؛ بل إن دورها قد يفوق دور الأسرة في أحيانٍ كثيرة .. وقد يكون لزامًا على الدولة في سبيل بناء نهضتها، وفي سبيل قيادة مسيرتها نحو التقدم والاستقلالية ، والبعد عن ذُلِّ التبعية ، أن تحوز نصيب الأسد في كفالة العلماء، ورعايتهم وتنشئتهم ، وتفقد أحوالهم.والحقيقة أن الدولة الإسلامية لم تغفل يومًا دورها المحوري في مجال الاهتمام بالعلم ؛ بل ربما كان هو الدور الغالب عليها ، حتى إنك لتجد المدارس ، والمعاهد العليا ، والمكتبات العامة ، وكذلك الخاصة ، وقد ازدانت بها مدن العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه.. وفي ذلك يذكر التاريخ بكثير من الإكبار والإعجاب جمًّا غفيرًا من خلفاء المسلمين وأمرائهم، الذين كان لهم دورٌ كبير في رعاية العلماء وطلاّب العلم. ونظرة واحدة لواقع الأمة العربية والإسلامية نعلم من خلالها مدى إهمال الدول العربية والإسلامية لرعاية العلم والعلماء الذين هم سبب في تقدمها أو تراجعها ، وقد اعتمدت في البحث مصادر عدّة منها حُسن المحاضرة للسيوطي ، ومن روائع حضارتنا لمصطفى السباعي ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة ، وغيرها .