منازل الكلم في العربية التدرج والتداخل بين (الاسم والفعل والحرف)

المؤلفون

  • قاسم رحيم حسن جامعة بابل / مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية

الكلمات المفتاحية:

دراسات إنسانية ، لغة عربية

الملخص

هذا البحث يسلط الضوء على جانب مهم من نظرية النحو العربي ألا وهو أقسام الكلام الثلاثة (الاسم والفعل والحرف) والمنازل التي تنزلها، والذي هداني إلى اسم البحث هذا كتاب علي بن عيسى الرماني (ت:384هـ) (منازل الحروف) وهذا يعني ان للاسم منازل وكذلك للفعل كما للحروف منازل وهو امر معروف عند النحويين، واخترت (الكلم) بدلا من (الكلام) تماشيا مع تقسيم ابن مالك في ألفيته للكلم بقوله:

 كَلاَمُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ كَاسْتَقِمْ
  

 

وَ(اسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ) الْكَلِمْ

فالكلم ثلاثة اقسام وهي (الاسم والفعل والحرف). وهذا ما درج عليه أغلب النحويين في تقسيمهم الكلم، واخترنا لفظ الكلم ولم نختر لفظ الكلام لأنه اسم جنس جمعي وهو مرادي وليس الكلام؛ لأنه في عرف النحويين هو اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها، وهذا ليس مرادنا فلا نعنى بتركيب الكلام وإنما المراد هو أقسام الكلام الثلاثة.

 وقد اختلف أهل العربية في تقسيم الكلم فمنهم من قسمه على ثلاثة أقسام ومنهم من قسمه على أربعة أقسام، ومنهم من قسمه على سبعة أقسام، وكل نظر إليه من وجهة معينة، ونحن أيضا كانت لنا وجهة معينة نظرنا إليه منها فقد حاولنا أن نثبت له قسمة جديدة لم نسبق إليها وهي ستة أقسام لا تزيد ولا تنقص وهي قسمة منطقية لا تقبل الخطأ ولا الرد، وهذا ما سنثبته في بحثنا هذا.

وسترد في البحث عبارات ومصطلحات كُثر وهي عماد البحث منها (الخروج، والاكتساب، والاكتساء، والشبه، والأثر والتأثر، والانحطاط، والرتبة، والمحضة وغيرها).

 أما بالنسبة لفكرة البحث فهي تنصب في ترسيم الحدود التي تفصل اقسام الكلام عن بعضها وهي (الاسم، والفعل، والحرف) التي يمثل كل منها كيانا له حدوده وخصائصه ومكوناته، وصفاته، واحكامه، ودلالاته، ومميزاته، وكذلك نسعى الى تحديد مواقع كل كلمة في العربية وإلى أي قسم من أقسام الكلام تنتمي، ودرجة قربها من قسمها الأصلي أو ابتعادها عنه، لتأخذ رتبتها الحقيقية التي لا يحل فيها غيرها من مفردات اللغة، ولا يمكن لنا ذلك الا بالتعرف على الخصائص الحقيقية للكلمة والخصائص التي اكتسبتها والخصائص التي فقدتها، وعدد هذه الخصائص المكتسبة وعدد الخصائص المفقودة لكل كلمة ليتبين لنا المنزل الذي استقرت فيه والوظيفة التي أصبحت تشغلها، إذن كل كلمة لها رتبة في الكلام وهذه الرتبة حصلت عليها بعد أن تدرجت في منازل حلت بها بحسب مقتضى السياق والمعاني التي احلتها في منازلها التي آلت إليها.

فقد لاحظنا أن هذه الأقسام (الاسم والفعل والحرف) في تغير مستمر وتداخل من حيث الدلالة والعمل، والخصائص والصفات. فهي تتداخل فيما بينها تبعا لاقترابِها من القسم الآخر الذي تتأثر به وتأخذ من خصائصه وصفاته، فقد ثبت أن الكلمات كلما اتجهت نحو أحد أقسام الكلم الأُخر نتيجة التأثر به باكتسابها صفة من صفاته أو خاصية من خصائصه اقتربت منه وابتعدت عن أصلها، وكلما اكتسبت من صفاته وخصائصه أكثر كلما اقتربت منه أكثر وأصبحت تعمل عمله وتحل محله في كثير من الأمور، وأخذت مكانه من حيث الاحكام النحوية أو الصرفية أو الصوتية أو الدلالية وفي الوقت نفسه أخذت تبتعد عن أصلها أكثر فأكثر، ويلاحظ أن عملها الأصلي الذي نشأت عليه وعُرفت به يأخذ بالضعف وهذا كثير في العربية.

 فأحببت أن أضع في هذه الدراسة أمورا عدة في نصابها ومنها أن نحدد أولا (الاسمية المحضة) و(الفعلية المحضة) و(الحرفية المحضة)، ثم أبين الحدود التي تفصلها عن غيرها من الأقسام، ثم أبين نقاط الالتقاء ونقاط الافتراق ونقاط الاشتراك ومناطق التدرج بين الأقسام وأي الموضوعات تقع فيها، وهذه القضية جدًا مهمة وشاقة فهي التي ستضع كلَ موضوع من موضوعات العربية أو كل كلمة أو لفظة في أماكنها المناسبة وسيُمكِنُناَ ذلك من وضع مصطلحات تتناسب والمنازل التي نزلتها هذه الكلمات بعد كل تغير في دلالتها أو معناها وبذلك سوف نصل بعون الله تعالى إلى رأي في الاقسام المختلف فيها وكثير من مسائل الخلاف والموضوعات العالقة في اللغة العربية، فإن السبب الرئيس في ذلك انها نزلت في منازل لم تُعرف بها من قبل وهي تحمل خصائص كثير منها لا ينطبق على هذه المنازل التي نزلتها أي أقسام الكلم التي تباينها في العمل والخصائص.

 وبذلك قد يُحل كثير من  المسائل العالقة ونضع مصطلحات أكثر دقة من المصطلحات التي استعملها النحاة القدامى مثل (اسم الفعل) و(اسم الفاعل) و(اسم المفعول وغيرها من المصطلحات) هذا في النحو وغيرها من المصطلحات المشتركة أو المركبة بمصطلحات اكثر اختزالا ودقة وانطباقا على المفهوم فهذه المصطلحات جاءت في وقت لم يجدوا غيرها لأنها كانت تعبر عن مفهومين في آن واحد فهي تعبر عن اشتراك هذه الموضوعات بخصائص القسمين على سبيل المثال (اسم الفعل) فيه صفات الاسمية وصفات الفعلية في آن واحد لذلك قالوا (اسم فعل) وهذا مصطلح غير مقبول لعدم إمكانية الجمع بين شيئين في آن واحد فإما اسم واما فعل ولأنه اجتمعت فيه بعض صفات القسمين وخصائصهما اطلقوا عليها هذا المصطلح، والحقيقة ان هذه الأقسام تختلف بعضها عن البعض الآخر، فالاسم المحض يختلف عن الفعل المحض والحرف المحض فكل له صفاته وخصائصه وحدوده وما نزل بين هذه الأقسام الثلاثة لابد من وضع مصطلح خاص به كما في لفظ (جون) الذي يطلق على الأبيض والأسود .

التنزيلات

منشور

2022-11-28