دور المراكز البحثية في حل مشكلات المجتمع المعاصر
الكلمات المفتاحية:
دراسات إنسانية،إعلام،مراكز بحثية،المجتمع المعاصرالملخص
ان البحث العلمي يعتبر قاعدة اساسية تنطلق منها مبادرات التنمية الصناعية والاجتماعية والاقتصادية ،وهو مقياس تقدم الدول ، كما ان التفاوت الواضح بين الدول المتقدمة والدول النامية يرجع بشكل اساسي الى الاستثمار في البحث العلمي وتطبيق نتائجه في كافة القطاعات التنموية.[i]
وأصبحت لمراكز البحوث والدراسات دور ريادي في قيادة العالم و أداة لإنتاج العديد من المشاريع الاستراتيجية الفاعلة ،و لم يجافِ الحقيقة أولئك الذين أطلقوا على مراكز الدراسات والأبحاث تسمية "خزانات التفكير"، فالحكومات في العالم الغربي تستشيرها وتطلب خدماتها، لأن النظام السياسي وطريقة صناعة القرار هناك هي عملية معروفة ومستقلة، فضمن دائرة صناعة القرار تحتل المراكز موقعا مهما، فهذه المراكز تشكل حلقة رئيسة إلى جانب الدوائر التشريعية والدستورية في تلك البلدان[ii].
وهي في أي مجتمع معاصر سمة من سمات التقدم العلمي والثقافي والحضاري، تعبر عن حيوية المجتمع وقدرته على التواصل وتوظيف المستجدات من الخبرات الفكرية والعملية. ومن ثم فإن البيئة السياسية والثقافية للمجتمع وتطوره الحضاري هي التي توفر لهذه المراكز قدرتها على العمل الفعل والتأثير، من خلال الأطر التشريعية، والدعم المالي، والحرية السياسية، والاستقلال الفعلي[iii].
ولقد ازداد عدد هذه المراكز في دول العالم لاسيما في أوربا وأمريكا وتنوعت تخصصاتها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعلوم الأخرى لدورها الكبير في التطور والتغيير.
وان عدد المؤسسات البحثية في العالم العربي التي تستحق مسمى Think Tank وفق تقرير الدراسة الأمريكية التي نفذتها جامعة بنسلفانيا بعنوان "برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية." الصادر في 2014.. هو 387 مؤسسة، موزعة على جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، باستثناء الصومال وجيبوتي وجزر القمر. وتمثل أقل من 7ر5% من مجموع المراكز البحثية التي تضمنها التقرير(6826). ومن حيث عدد المراكز في البلاد العربية التي تضمنها التقرير تأتي مصر في المرتبة الأولى، (55 مركزاً) ثم فلسطين والعراق (43 مركزاً لكل منهما) ثم الأردن (40 مركزاً) ثم تونس (39 مركزاً) ثم اليمن والمغرب (30 مركزاً لكل منهما) ثم لبنان (27 مركزاً). ويلاحظ أن المملكة العربية السعودية لديها 7 مراكز فقط، بينما كان للإمارات العربية المتحدة 14 مركزاً وللكويت 11 مركزاً ولقطر 10 مراكز[iv].وتظهر قائمة أشهر مائة مركز بحثي خارج الولايات المتحدة الأمريكية اسم مركز عربي واحد هو مركز الأهرام الذي يأتي في المرتبة 66. وفي قائمة أشهر 45 مركزاً بحثياً في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يظهر 16 مركزاً إسرائيلياً وتركياً. ويلفت النظر أن المرتبة الأولى في القائمة يحتلها مركز كارنيغي-بيروت، وهو فرع لمؤسسة أمريكية. ويقع مركز بروكينجز الدوحة ضمن أشهر خمسة مراكز وهو كذلك فرع لمؤسسة أمريكية. ويتحدد الحضور العربي ضمن هذه المراكز الخمسة في مركز الأهرام المصري ومركز الخليج السعودي فقط.
ويبدو لاول وهلة أن الفقر البحثي في العالم العربي يتمثل في تواضع عدد المراكز البحثية بالمقارنة مع الدول والأقاليم الأخرى في العالم، لكنه يتمثل في جوانب أخرى لا تقل أهمية عن الجانب العددي، إذ كانت رتب بعض مراكز البحث في البلاد العربية التي ظهرت في جداول التقرير متواضعة جداً على جميع معايير نوعية الإنجاز التي بلغت 28 معياراً. ومن بين هذه المعايير مدى نجاح المركز في إنتاج أفكار وبرامج إبداعية، وأثر هذه البرامج في تطوير القيم الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة، والقدرة على إشراك أصوات جديدة في عملية صنع السياسات، والالتزام بتطوير معايير وسياسات لإنتاج براهين دقيقة مبنية على البحث والتحليل الموضوعي المستقل عن المصالح الشخصية أو المؤسسة أو المالية، والقدرة على تجنيد مفكرين وباحثين من نوعية متميزة والاحتفاظ بهم.[v]
واذا ما اريد لمراكز البحوث والدراسات ان تكون مواكبة لحركة البحث والتطور العلمي في العالم فهناك خطوات عدة يجب اعتمادها ومنها :النضوج السياسي للدولة ، حرية العمل البحثي ، توفر البيانات ،القناعة بدور مراكز الأبحاث والدراسات ،استقلالية المراكز ،التحويل الوطني ،وجود الطلب على منتج هذه البرامج ، وجودة الباحثين [vi].
[i]- د.رضا شبلي الخوالدة ،الاستثمارفي البحث العلمي، بحث منشور على شبكة الانترنت:
http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNo=80515
[ii]- عصامزيدان : المراكزالبحثية ... الأهدافالطموحةوالحلقاتالمفقودة، متاح على شبكة الانترنيت:
http://www.siironline.org/alabwab/derasat(01)/1009.htm
[iii]- دكتورفتحي حسن ملكاوي،مراكزالبحوث في العالم العربي، متاح على شبكة الانترنيت:
https://www.facebook.com/fathihmalkawi/posts/848793578482062
[iv]- ينظر :
- دكتورفتحي حسن ملكاوي،مراكزالبحوث في العالم العربي، مصدر سابق.
- McGann, James G. 2013 Global Go to Think Tank Index Report. Philadelphia, PA, USA, Think Tanks and Civil Societies Program, University of Pennsylvania, 2014
[v]- ينظر :
-دكتورفتحي حسن ملكاوي، مصدرسابق .
McGann, James G. 2013 Global Go to Think Tank Index Report. Philadelphia, PA, USA, Think Tanks_
and Civil Societies Program, University of Pennsylvania, 2014.p5
[vi]- المصدر نفسه.
References
- Dr. Reza Shibli Khawaldeh, investment in scientific research, research published on the internet:
http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNo=80515
- EssamZidan: research centers ... ambitious goals and lost episodes, available on the Internet:
http://www.siironline.org/alabwab/derasat(01)/1009.htm
- Dr. Hassan Fathi Malkawi, research centers in the Arab world, is available on the Internet:
https://www.facebook.com/fathihmalkawi/posts/848793578482062
- Consider:
- Dr. Hassan FathiMalkawi, research centers in the Arab world, an earlier source.
- McGann, James G. 2013 Global Go to Think Tank Index Report. Philadelphia, PA, USA, Think Tanks and Civil Societies Program, University of Pennsylvania, 2014
- Consider:
- Dr. Hassan FathiMalkawi, Msdrsabak.
McGann, James G. 2013 Global Go to Think Tank Index Report. Philadelphia, PA, USA, Think Tanks_
and Civil Societies Program, University of Pennsylvania, 2014.p5
- The same source.