العلوم الإنسانية و الاجتماعية و إشكالية القيم في الأبحاث العلمية

المؤلفون

  • الدراجي زروخي جامعة محمد بوضياف بالمسيلة/ الجزائر

الكلمات المفتاحية:

تهذيب التامل، التنظيم الاجتماعي، التنشئة الاجتماعية، العلوم الاجتماعية

الملخص

يتميز البحث العلمي  بالدقة و المنهج و الموضوعية، و يتطلب كثيرا من الاهتمام و الحذر، و يستدعي جهودا متواصلة وقدرة كبيرة على التخيل و المثابرة و التحكم في الذات، و الإنسان قبل أن يمضي إلى البحث العلمي المعروف بشكله الحالي، مارس نوعا آخر من التفكير،هذا التفكير يعرف بالتفكير الفلسفي. و إن حكمت على التفكير العلمي بأنه تفكير منظم و موحد، فهذا لا يعني أن التفكير الفلسفي خالي من التنظيم. بل هو تفكير يخضع لمقاييس منطقية، و يراعي اتساق المقدمات مع النتائج لكن التفكير الفلسفي يعطي أكثر حرية للعقل     و أكثر تحررا من الضوابط، و يمتاز بنوع من الشمولية و انفصال التفكير العلمي جاء بعد نضج المناهج العلمية التي تولت عملية تقنين الظواهر و تفسيرها و كانت البداية في التفكير العلمي و الأسبقية للعلوم الطبيعية التي تناولت الظواهر الفيزيائية الواقعية هذه الظواهر اتخذ علماءها المنهج التجريبي سبيلا لفهمها و تفسيرها، وبعد النجاح المذهل الذي حققته العلوم الطبيعية، حاول بعض العلماء و المفكرين تطبيق المنهج التجريبي في دراسة الظواهر الاجتماعية فاستقلت بذالك العلوم الاجتماعية عن الفلسفة، غير أن موضوع الدراسة في هذه العلوم يختلف عن موضوعها في العلوم الطبيعية، فهو أكثر تعقيدا و تشابكا، وهذا ما جعل الدراسة العلمية في الظواهر الاجتماعية تعرف عدة عوائق إبستمولوجية، مما استدعى التشكيك في قيمة العلوم الاجتماعية و قدرتها على تفسير ظـواهرها تفســيرا علميا والتخلص من التفسير الفلسفي. وهذا ما جعل التشكيك قائم حول علمية هذه العلوم، و ظل الاستهتار بها قائما إلى أيامنا هذه، مما فتح الطريق واسعا أمام العلوم الطبيعية لدرجة أصبحت فيه الأبحاث العلمية تتلاعب بكرامة الإنسان متجاهلة كل القيم الأخلاقية مما استوجب إعادة النظر في أهمية العلوم الإنسانية والاجتماعية و بعث نشاطها في محاولة للسيطرة على هذه الأبحاث والحفاظ على منظومة القيم وفي مقدمتها كرامة الإنسان.

التنزيلات

منشور

2022-11-08