سياسة الانسحاب العسكري الأمريكي من كوريا الجنوبية1977-1980 دراسة تاريخية
الكلمات المفتاحية:
التاريخ الحديث، جيمي كارتر، كوريا الجنوبية، الانسحاب العسكري، الموقف الكوري الجنوبيالملخص
شكلت سياسة جيمي كارتر بالتعامل مع الثابت الاستراتيجي لأهمية كوريا الجنوبية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية نقطة هامه من ناحية الأمن القومي لواشنطن ، لاسيما وان إدارة جيمي كارتر حاولت اتباع نهجا مغايرا لتقليل التواجد العسكري للولايات المتحدة الأمريكية في كوريا الجنوبية وضغط كلف النفقات العسكرية الخارجية بهذا الخصوص لمواجهة الضغوطات الاقتصادية التي سببتها الأزمة النفطية العالمية، والسعي نحو حصر قواعد الردع بالقوات الجوية ودعم تطوير القدرات العسكرية لكوريا الجنوبية لتتحمل مسؤولية اكبر في الدفاع عن نفسها وزيادة نفقاتها العسكرية، فما كان لهذه السياسية أن يكتب لها النجاح نظرا لنتائجها السلبية التي توقعتها كل الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن لاسيما القادة العسكريين الذين عدوا هذا القرار ليس في توقيته الصحيح لما له من نتائج غير محسوبة في ظل استمرار نوايا كوريا الشمالية بالتمسك بحلمها الاستراتيجي المتمثل بتوحيد شبة الجزيرة الكوريةـ فضلا عن عدم إبرام اتفاقية للسلام الدائم بين سيئول وبيونغ يانغ تجعل كوريا الجنوبية بحاجةً دائما للتواجد العسكري الأمريكي وبقوات كافية لردع اي اعتداء محتمل، كذلك شاركت المؤسسة التشريعية في الولايات المتحدة الأمريكية المتمثلة بمجلس النواب ومجلس الشيوخ المخاوف من تنفيذ هذا القرار المصيري لاسيما وان الانتقاد لهذه السياسة جاء أيضا من بعض أعضاء الحزب الحاكم ، كذلك كان لكوريا الجنوبية نفسها مواقف وردود أفعال قوية ضد توقيت الانسحاب وسرعة إجراءه وعلى الرغم من الاختلافات السياسية الداخلية لكنهم اشتركوا بهذه المخاوف التي قد تتعرض لها بلادهم نتيجة الانسحاب العسكري الأمريكي. فضلاً عن البلدان الحليفة لواشنطن والمعينة بصورة مباشرة او غير مباشرة بقرار الانسحاب العسكري من كوريا الجنوبية وعلى رأسها اليابان بعد أن شعرت خطر تداعيات الانسحاب على مصالحها ووضعها الأمني، فما كان أمام الإدارة الأمريكية غير التراجع عن هذا القرار.