الالتزام في شعر ابن الرومي

الملخص

إنماز الشعر بكونه عاطفة، وخيال، وفكرة مستوحاة من واقع الحياة اليومية للشاعر،فما يستوحيه الشاعر من موضوعات شعرية في غرض المديح والهجاء والرثاء والفخر، لابدّ أن ينضوي تحتها قيم ومبادئ يسعى الأديب إلى نشرها في المجتمع، فالقارئ المتتبع للمنجز الشعري العربي يجد ان الذاتية موجودة، والموضوعية أيضاً، فقضية الالتزام -على الرغم من كون المصطلح نتاج فكر غربي- في الشعر ليست بالقضية الطارئة، فصوت الشاعر الجاهلي كان مدوياً في الدفاع عن قبيلته ومبادئها، ثم تمكّن الشاعر الإسلامي من الحثّ على تقديس الإسلام وتعاليمه، وانقسم الشعراء الأمويون إلى أحزاب كل يلتزم بحزبه يدافع عن مبادئه وآرائه، وفي العصر العباسي عصر التشابك الفكري والحضاري وتلاقح القيم والمبادئ، والتهالك على الثروة واللذائذ الدينوية، كان لابدّ من أن ينبري شعراء يدافعون عن رؤاهم وتطلعاتهم وثقافتهم وكان ابن الرومي احد هؤلاء الشعراء الذين وعوا ما حلّ بالمجتمع من تهتك وطبقية مجتمعية راح ضحيتها فئة لم تستشعر الراحة في حياتها.

  وان ابن الرومي كان احد هؤلاء المنسيين على الرغم من العبقرية الفذة التي شهد له بها معظم النقاد، لذا وجدنا ان دراسة شعره في ضوء ( الالتزام ) سيكشف لنا براعة هذا الشاعر وحرصه في الكشف عن بعض القضايا الدينية والاجتماعية.

وانقسم البحث على مطلبين: مطلب نظري تطرقنا فيه إلى مفهوم الالتزام لغةً واصطلاحاً، ثم مطلب تطبيقي تناولنا فيه الالتزام الديني والالتزام الاجتماعي، ثم خاتمة بأهم الاستنتاجات ولائحة المصادر والمراجع.