التنظيمات الحرفية في العراق خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر
الكلمات المفتاحية:
دراسات انسانية ، تاريخ حديثالملخص
أن تزايد النشاط الحرفي في المدن العراقية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، وتطور العلاقات الإنتاجية بين الحرفيين من جهة، والتجار والفلاحين من جهة أخرى، قد أدى إلى تعاظم أهمية الأصناف الحرفية باعتبارها تنظيمات اقتصادية - اجتماعية ذات أسس أخلاقية خاصة ، تحمي أصحاب كل حرفة من التعدي بعضهم على البعض أو تعدي السلطة عليهم ، وتضمن مستوى مقبولًا للحرفة ، وتحدد أسعار منتجاتها ، وتنظم العلاقة بين الدولة وأرباب الحرف ، وكان من الطبيعي أن تضم تلك الحرف والمهن أكثر الطبقات في المجتمع العراقي آنذاك نشاطًا وإنتاجًا ، وأن تؤدي دورها في تماسك ذلك المجتمع إلى حد كبير ، وكان شيوخ الأصناف يَلون في المناسبات العامة ، الأعيان والأمراء.
ان دراسة التنظيمات الحرفية ونشاطها لا يعني استعراض طبيعة الحياة في المدينة فقط ، بل انه يفرض بالضرورة تناول طبيعة الاجهزة الادارية التي تعينها الدولة لمراقبة نشاط تلك التنظيمات والتفاوض مع شيوخها من اجل تنظيم حياتهم الاقتصادية ومن ضمنها الضرائب التي فرضتها الدولة العثمانية على التنظيمات الحرفية.