رِسالة في قَرَن النِّيَّة في الصَّلاة للشَّيخ أحـمدُ بنُ محمَّدِ بن ياسين الهِبْراويُّ المتوفَّى سنة (1224هـ)
الكلمات المفتاحية:
الصلاة – الشيخ - الهبراوي – النية – اقترانالملخص
يتلخَّص هذا البحث للشَّيخ الهبْراويِّ رحمَه الله في عدَّة أُمور تخص موضوع رِسالته «قَرَن النِّيَّة بتكبيرة الإحْرام»، فيبتدئُ المصنِّف في بيان أنواع القَرَن في تقارير فهوم مشايخه من الاستحضار والقَرَن الحقيقيَّين والاستحضار والقَرَن العُرفيَّين معرِّفًا كل نوع من هذه الأنواع الأربعة.
ثمَّ يبيِّن المعتمد مِن مذهب الشَّافعيَّة من استحضار ذات الصَّلاة وهي أركانها من الاستحضار والقَرَن العُرفيَّيْن، ثمَّ يذهب إلى تفصيل الأنواع الأربعة ومناقشتها حسب رأي أئمَّة الشَّافعيَّة في هذه الأنواع، شارحًا ما ذهب وذهبوا إليه شرحًا رائعًا وتبيانًا واضحًا مُستشهدًا بأقوال أهل العلم من أئمَّة المذهب، مائلًا إلى الذَّهاب لمذهب الجمهور في الاستحضار والقَرَن العُرفيَّين؛ لأن الاستحضار والقَرَن الحقيقيَّين كما ذَكَر ممَّا لا يطاق عند الطَّبيعة البشريَّة، وعلى هذا ختم بحثه بعد ذِكْر ما يعضد هذا القول من أقوال أهل العِلْم.
وتعدُّ هذه المخطوطة موضوعًا فريدًا في بابه، وقدِ استوعبَ الهبراويُّ رحمَه اللهُ في هذا الرِّسالة الصَّغيرة مُعظم ما ورد ذلك منَ أقوال أهل العلم في مذهب الشَّافعيَّة في هذا الباب، ممَّا يدُّل على إمكانيَّته في التَّصنيف، واطِّلاعه على النُّقول، والتَّحقيق بأدقِّ الأُمور.
لقد كانَ الهبراويُّ أحدَ فُقهاءِ الشَّافعيَّة البارزين بحَلَب، وممَّن يرجع إليه بمعرفة المذهبِ، وقد أثنى عليه غيرُ واحدٍ مِن أهْل العِلْمِ
قال فيه الشَّيخُ فاتح أفنْدي الهبراويُّ: «هو الصَّدْر الصَّدير، والبدْر المنير، العالم الرَّبَّاني، والشَّافعيُّ الثَّاني، حامل لواء المذهب، ومطوِّقه بالعقد المذهب، محقِّق المعقول والمنقول، ومدقِّق الفروع والأُصول، شهاب الدُّنيا والدِّين».
وقال تلميذه ناسخُ النُّسخة «ب»: «العالم العلَّامة، والحبر الفهَّامة، الجهبذ النحرير، الملقَّب بالشَّافعيِّ الصَّغير، الذي برعَ في جميع الفنون حتَّى صار لأنواع الفضائل حاوي».
إنَّ النُّسخة الخطيَّة التي اعتمدتُها في التَّحقيق هي نسخة «أ» لوضوحها ولمقاربتها لجانب الصَّواب عند مقارنة النقول بين المصادر، وهي من محفوظات المكتبة المركزيَّة بجامعة الملك سعود، وهي برقم عام: (5662)، وتقع في (5) ألواح، وبقياس (15.5 × 11.5 سم)، كل لوحة (13) سطر، وفي كلِّ سطر معدل (8) كلمة، وهي بخطٍّ جيِّد وواضح، وهي بحالة جيِّدة وبخطِّ نسخي واضح، وقد رمزتُ لهذه النُّسخة بالرَّمز: «أ» كما تقدَّم.
وقد وضعت مقدِّمة وجيزة للكتاب، تكلَّمت فيها عن شرح وجيز عنِ المصنَّف، وحياة المصنِّف وترجمته ومصنَّفاته ووفاته، وما يتعلَّق عن الكتاب ــ إن وُجد ــ منْ ثناء أو نقدٍ وغير ذلك
والله تعالى أعلمُ.
وهــو ولـــــــيُّ التَّوفــــــيق