التعسف الاقتصادي الاموي للشيعة اليمانيين
الكلمات المفتاحية:
تاريخ اسلامي,تاريخ اموي,تاريخ اقتصادي,الشيعة في اليمنالملخص
انتهج الأمويون سياسة اقتصادية جائرة تجاه الشيعة بشكل عام، ومن البديهي فأن الجور الأموي شمل الشيعة اليمانيين أسوة بأقرانهم، سواء الساكنين منهم في اليمن أو الخارجين منها الى الولايات الإسلامية الأخرى، وكان الهدف من جراء ذلك فرض ارادة معينة لتحقيق الاهداف الخاصة بهم، إذ ان الحاكم الأموي يرى إن الشيعة من أشد خصومه السياسيين المعارضين لحكمه، لاسيما إنهم ينتسبون عقيديا للإسلام وروحياً للإمام علي(u)، حيث كانوا يمجدونه ولا ينسون ذكراه.
لاشك ان الظروف السياسية التي شهدتها الامة الاسلامية خلال عهد بني امية، اذ تحول النظام السياسي الاسلامي من الشورى في اختيار الحاكم الى الوراثة، وهيأ ذلك مساحة واسعة من الاستبداد والهيمنة على مقدرات الدولة الاقتصادية، وقد انعكس هذا بشكل مباشر على الشيعة اليمانيين خاصة انهم اعتادوا على حكومة الامام عليu ذات الطابع الاسلامي الذي اتخذ من سنة الرسولr منهجا لعمله في كافة الجوانب لاسيما ما يتعلق منها في عائدية الاموال لأبناء الأمة وتوزيعها بينهم بالتساوي، حيث كانت العدالة والمساواة في تخصيص العطاء والحد من اقطاع الأراضي السمة البارزة على حكمه، حتى اننا لم نشهد تفاوتا اقتصاديا بين فئات المجتمع من خلال تلك السياسة، اذ تساوى الشخص الفقير البسيط مع رئيس القبيلة صاحب النفوذ وهكذا، وقد لاقت هذه السياسة ترحيب كبير من جانب الشيعة اليمانية كون غالبيتهم من الطبقة الفقيرة، غير انهم كانوا يخشون من زوال تلك العدالة في حالة وصول بني أمية الى الحكم، لاسيما وانهم شهدوا السلوك الأموي عندما اقام معاوية حكومة غير شرعية في الشام سارت على نهج مغاير لسياسة الامام عليu الاقتصادية، اذا كان معاوية يقوم بشراء الذمم بالمال وتفضيل طائفة على حساب طائفة اخرى ومصادرة اموال وممتلكات المعارضين، فضلا عن ذلك لم يبالي في فرض الضرائب العالية على الزراع والتجار واصحاب المهن من اجل الحصول على المزيد من المال الذي يشبع به رغبات حفنه من رؤساء القبائل الموالين له، والذين تألف منهم جهازه العسكري المستعد لقمع أي حركة تقوم بها الفئات المعارضة، وبالفعل ما خاف منه الشيعة اليمانيون تحقق عندما تسلم بنو امية السلطة، فقد هيمنوا على بيت مال المسلمين واخذوا يصرحون علانية امام الملأ من المسلمين بأن المال بأيديهم فمن شاءوا اعطوه ومن شاءوا منعوه، ومع انطلاقة هذه السياسة دخل الشيعة اليمانيين في اصعب مرحلة مرت على تاريخهم، اذا تعرضوا الى تعسف اقتصادي لا مثيل له، ولإيضاح ذلك اقتضت الضرورة تقسيم البحث الى ثلاث فقرات، تمثلت الاولى بفرض الضرائب ومصادرة الاملاك، أما الثانية تعلقت بالتبذير والاسراف وشراء الذمم، وخصصنا الفقرة الثالثة للحصار الاقتصادي وقطع الارزاق ونشر الجوع والفقر .