الخطاب الإعلامي في منظور الأمام الحسن(ع) والطرف الاخر وأثره في النصر العسكري (دراسة تاريخية)
الكلمات المفتاحية:
الخطاب الاعلامي ، الامام الحسن(ع) ، الطرف الاخر، التظليل الاعلامي، النصر العسكريالملخص
ان الخطاب الإعلامي يعد ممارسة اجتماعية قديمة بقدم البشرية ، وصور نشاطها المختلفة عرفت منذ عصور مبكرة في التاريخ الانساني، حيث كان موسم الخطاب الإعلامي من الدعاية والتظليل والاشاعة يظهر نشاطه في الأزمات السياسية و الحروب ... فهناك الخطاب الاعلامي السيئ من اجل تحقيق مصالحهم الشخصية ، و هناك نوعًا اخر من الخطاب الاعلامي الابيض الهادف وهو يخاطب العقول ، ولعل كلاهما يؤثر في الرأي العام ويقوده لما يطرحه من افكار وآراء، وهذا ما حققه معاوية بكسب الرأي العام بالتظليل والدعاية والكذب مما ادى الى انكسار معسكر الحسن(ع).
ومشكلة البحث هنا تكمن في السؤال : لماذا لم يستخدم الامام الحسن (ع) الخدع الاعلامية الحربية والتوظيف الاعلامي في الخطاب لكسب عوامل النصر، مع مشروعية الخدعة في الحروب؟!ولماذا لا تتوافق رسالة المرسل(الامام الحسن (ع) وخطابه مع المتلقي (المرسل اليه)؟!. وكان رأى استخدام الخدعة الاعلامية وغيرها في الحرب كثيراً ما كان يجول في اذهان الكثير من اصحاب الحسن(ع) وكان جواب الامام الحسن (ع) ولكني أرى غير ما رأيتم.
كما ان رغبات وتوجهات الجمهور المتلقي ( المرسل اليه) لا ترتقي مع روح الخطاب الاعلامي للأمام الحسن(ع) لتدني المستوى الثقافي والعقائدي في فهم ما يريده منهم الامام المعصوم(ع).
استخدم معاوية الخطاب الاعلامي الكاذب ورفع شعارات الدين لتحكيم خلافته، فكان يعبر عن ذلك بان خلافته أمر من أمر الله، وقضاء من قضاء الله ، وإن أمر يزيد بن معاوية قضاء من القضاء، وليس للعباد الخيرة من أمرهم .
ويهدف هذا البحث الى معرفة مستوى التعامل والتعاطي مع الخطاب الاعلامي لدى الامام الحسن(ع) والطرف الاخر وفق المعايير والضوابط الاعلامية المهنية المشروعة.
واعتمد الباحث المنهج الاستقرائي في تتبع الاحداث والنصوص التاريخية ، واستعان بالمنهج التحليلي في تفسير تلك النصوص التاريخية .
وتوصل الباحث الى مجموعة من الاستنتاجات من اهمها انتشار ظاهرة الخروقات والتجاوزات لدى الطرف الاخر على المعايير المهنية والاخلاقية والقيم السماوية من خلال توظيف الاعلام من اجل المكاسب الشخصية بغض النظر عن شرعيتها.
ان الخطاب الاعلامي عند الامام الحسن(ع) ليس هدفه تحقيق نصر عسكري مؤقت في معركة معينة وزمن محدد انما هدف الخطاب هو الانتصار للقيم والمبادئ الاخلاقية على مر الزمان ولا سيما تحقيق الانتصار للضوابط والقيم الاعلامية من خلال الابتعاد عن الزيف والخداع الاعلامي.