الأسباب الشرعية الموجبة في الحفاظ على الماء
الكلمات المفتاحية:
الشرعية ، الموجبة ، الماءالملخص
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه وبعد :
الماء نعمة الله عز وجل للخلق أجمعين وآية من آيات الله في الكون والحياة وسر هذه الحياة الذي لا تقوم إلا به، فإن الله عز وجل خلق الإنسان وسخر له كل ما في الوجود وأنعم عليه بنعم كثيرة لا تحصى ومن تلك النعم نعمة الماء، ولأهمية الماء فإن الإنسان عليه أن يحافظ عليه، لأنه لا بقاء للإنسان ولا للبيئة كلها بدون الماء فالماء سر الحياة لقوله تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} ، سورة الأنبياء : الآية 30 .
كما تبرز أهمية الماء في أنه يغطى ٧١ % من مساحة الأرض، إلا أن تقل حجم الموارد المائية وكميتها وانخفاض جودتها بسبب التلوث، ولذلك فإن الدول تشرع القوانين للحفاظ على الماء وصيانته من التلوث، لكن هذه القوانين غير كافية ولا بد من وجود الوازع الديني للحفاظ على الماء، وقد سبقت الشريعة الإسلامية القوانين الوضعية في الإشارة إلى أهمية الحفاظ على الماء .
والحفاظ على الماء هو حفظ للدين والذي يتجسد في حفظ معانيه الثلاثة : الإسلام والإيمان والإحسان ولذلك كان الماء من أهم الأسباب لحفظ الدين، ويبدو ذلك واضحا في كونه سبباً لترسيخ الإيمان بالله تعالى والإيمان بالأنبياء عليهم السلام وتصديقهم ، و الماء سبب لأقامة العبادات فالغسل والوضوء عبادة في حد ذاتهما وهما عبادات تعتمد على الماء وهما كذلك فرض لتحقيق عبادات أخرى كالصلاة .
لقد سخر الله تعالى الماء ليكون سببا من أسباب الدفاع عن الدين ونصرة المؤمنين وإهلاك الكافرين فقد انطوت غزوة بدر على معجزات لتأييد المسلمين ونصرتهم فقد أمد الله المسلمين فيها بملائكة يقاتلون معهم، كما كان المطر من وسائل تثبيت المؤمنين، ونصرتهم .
وهكذا فإن الماء كان سببا من أهم أسباب الحفاظ على الدين، بإقامة الأمور الضرورية كترسيخ الإيمان في نفوس المؤمنين، وتصديق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإقامة العبادات، والدفاع عن الدين والتحلي بمكارم الأخلاق بالاغتسال في
أماكن اجتماع المسلمين للعبادة .
فإن الإسلام حافظ على النفس الإنسانية وكان الماء سببا للحفاظ عليها فنهى الإسلام عن منع الماء عن المحتاجين إليه، كما أشار إلى أن الماء من الوسائل العلاجية للأمراض، وكذلك شرع بعض الآداب للحفاظ على النفس وذلك بتربية النفس على مكارم الأخلاق، كعدم الإسراف في الماء، وعدم تلويثه، والتزام آداب الشرب، وبذلك برزت أهمية الحفاظ على الماء كسبب من أسباب الحفاظ على النفس.
وهكذا كان الماء سببا مهما في معرفة أن القرآن الكريم من عند الله تعالى من خلال الاعجاز العلمي فيه .
فالشريعة الإسلامية بجميع أحكامها تسعى إلى تحقيق مصالح الإنسان، وتهدف إلى إسعاد الفرد والجماعة، وقصة الماء في الأرض ودوره في حياة الناس وتوقف الحياة عليه في كل صورها وأشكالها كل هذا أمر لا يقبل الشك فتكفي الإشارة إليه والتذكير به في معرض الدعوة إلى عبادة الخالق الرازق الوهّاب .