النسق الأنثوي في ديوان عُليّة بنت المهدي
الكلمات المفتاحية:
النسق الأنثوي , عُليّة بنت المهدي , النسق الظاهر , النسق المضمرالملخص
كان العصر العباسي الأول خاصة من أبرز عصور الأدب العربي الذي زخر بظهور عدد كبير من الشعراء والشاعرات الذين تأثروا بثقافة العصر العباسي نتيجة الإنفتاح على ثقافات الأمم والشعوب الأخرى بسبب الفتوحات العسكرية والتلاقح الثقافي والفكري فضلاً عن الإقتصادي مما أدى إلى صقل موهبة الشعراء والشاعرات على حدّ سواء .
وكان من تلكم الشاعرات عليّة بنت المهدي العباسي التي تأثرت بحياة البلاط والترف والنعيم والثراء والسلطة , فكل تلك العوامل مجتمعة أدت إلى تبلور الشخصية الأدبية لهذه المرأة , فصنعت منها شاعرة مرهفة الإحساس وصاغت منها أديبة متعددة الرؤية الشعرية مما أثر بشكل واسع على شعرها وديوانها فكانت لمسات الحضارة واضحة بين أوراق وقصائد ذلكم الديوان .
فالأدب أحد منتجات الصراع الإجتماعي والثقافي والإيديولوجي يختبيء فيه مجموعة من الأنساق الثقافية المؤطرة بإطار الجمالي لتمرّ مطمئنة في وريد الأمة وتغذيها السّم بطعم العسل , فهذه الأنساق تسعى إلى تثبيت ثقافة طرف مهيمن متسلط على ثقافة طرف مستضعف فالناس رعية الثقافة لأنهم صنائع ثقافية تتحكم فيها الأنساق وتوجه حركتها .
تبلورت رؤية الباحث في إستخدام منهج نقدي ثقافي حديث في دراسة ديوان تلكم الشاعرة لإستنباط المعالم الثقافية من ديوانها من خلال دراسة الأنساق الثقافية التي إختزنتها النصوص الشعرية التي قالتها الشاعرة , والتي كانت صادرة منها عن وعي ثقافي برصد تمكن هذه الأنساق من حيث تاثيرها في تحديد هوية المرأة وتنميطها من خلال نسقين هيمنا على وعيها وهما نسق الفحولة , ونسق الإستفحال , موضحاً الأثر الذي تركه في إظهار عبودية المرأة للرجل وتمكن هذا النسق وتجليه من حيث تحديد الذات الأنثوية عبر حوارها مع الآخر .