نظرة تاريخية إلى موقف البصريين من وقعة الجمل

الملخص

وقعة الجمل من أهم الأحداث والوقائع التي شهدتها مدينة البصرةفي سنة( 36 )للهجرة. ومما يدعو للتأمل موقف أهل البصرة من هذه المعركة لأنهم أصيبوا بالتفرق والتشتّت وارتابوا في انحياز طرفي الحرب أو عدمه إذ كان من جهة عائشة زوجة النبي الكريم (ص)وطلحة والزبير من صحابة رسول الله (ص) ومن جهة أخرى الإمام علي (ع) خليفة المسلمين وصهر الرسول (ص) وابن عمّه مع عدد كبير من أصحاب النبّي (ص) وأقربائه. هذه الحالة أدّت إلى تشكيك الناس في الدفاع عن الفريقين أو القعود عن نصرتهما.

انطلاقاً من هذا، تستهدف هذه المقالة من خلال المنهج الوصفي – التحليلي، دراسة موقف أهل البصرة من هذه الوقعة العظيمة إلى جانب نظرة عابرة إلى ما جرى فيها وتسعى أن تسلط الضوء على العامل الذي جعل الناس ينقسمون إلى جماعات وفرق متعددة.

ومما توصلت إليه المقالة أن البصريين انقسموا إلى ثلاث جماعات في هذه الوقعة: لحق عدد جمّ بعائشة وطلحة والزبير وقعد عدد عن الحرب وقام عدد قليل بالدفاع عن الإمام علي (ع). ومما يبدو أن من العوامل الرئيسة لهذا الانقسام هو تشكيك الناس في موقف الطرفين المتحاربين من الحرب ومن أيهما على الحق