محمد طاهر الدباغ ودوره التربوي والسياسي في المملكة العربية السعودية دراسة تاريخية

الملخص

يعد محمد طاهر الدباغ احد الرموز التربوية وابرز مفكرين المملكة العربية السعودية، حيث وضع اللبنات الاساسية لتاريخ التعليم في المملكة, حيث يعد من ابرز رجال العهد الهاشمي وبسبب اخلاصه وامانته اسند اليه الشريف الحسين مالية جدة وبعد تولى الملك عبد العزيز بن سعود مقاليد الامور في المملكة عين مديراً للمعارف وقدم خدمات في مجال التعليم. لم يقتصر دوره في مجال التعليم حيث كانت له اهتمامات في الجانب السياسي ايضا وبسبب سمعته الطيبة اسند الية مناصب سياسية فكان سكرتيراً للحزب الوطني الحجازي في عهد الهاشمي وايضا شغل منصب رئيس حزب الاحرار الحجازي وكان يعتبر من ابرز شخصيات الحزب المذكور كما كانت له نشاطات متعددة ضد الملك عبد العزيز بن سعود. ان شخصية مثل محمد طاهر الدباغ جديرة بالدراسة على رغم ان كثير من الباحثين يعزفون عن دراسة الشخصيات بصورة عامة بحجة صعوبة الحصول على المعلومات الحقيقية عنها. خصوصا اذا علمنا ان دراسة الشخصية التاريخية التي تركت بصمة في مختلف جوانب الحياة لا تقل اهمية عن دراسة الاحداث التاريخية. ومحمد طاهر الدباغ احد الاشخاص الذين كان لهم دور واضح في الحياة العلمية والسياسية لهذا وقع اختيارنا على هذا الشخص ليكون موضوعاً لدراستنا. اقتضت الدراسة تقسيمها الى مقدمة وثلاث محاور وخاتمة. تناول المحور الاول ولادته ونشاته وتعليمه والمحور الثاني فقد خصص عن نتاج محمد طاهر الدباغ التربوي والتعليمي اما المحور الثالث فقد ركز على دوره السياسي وانقسم الى قسمين أ- موقف محمد طاهر الدباغ من الصراع الهاشمي الحجازي ودوره في الحزب الوطني الحجازي ب-  دوره في حزب الاحرار الحجازي. يتضح مما سبق ان تعيين محمد طاهر الدباغ مديراً للمعارف  من قبل الملك عبد العزيز ان دل على شيء فانه يدل على مدى امتلاكه للعلم والمعرفة، اضافة الى ذلك فان المناصب الإدارية التي تولاها في مكة وإندونيسيا اعطته خبرة وتجارب في جميع المجالات التربوية والتعليمية هذا من جهة ومن جهة اخرى ان اختيار الملك عبد العزيز لشخصية مثل محمد طاهر الدباغ لهذا المنصب يفسر مدى دهاء الملك عبد العزيز فاراد احتواء المعارضة من خلال مراسلة رموزها ودعوتهم الى العودة الى بلادهم للإسهام في نهضة البلد واستقراره، فضلا عن ذلك ان الملك عبد العزيز كان يرى بان التعليم احد الاسس الرئيسية لركائز قيام امة قوية.