السياســة الفرنسيــة تجــاه المغــرب (1912- 1918)
الكلمات المفتاحية:
فرنسا، سياسة، المغرب، المعاهدة، الإدارة الفرنسيةالملخص
تعد بلاد المغرب الأقصى من البلدان المهمة، لما لها من أهمية استراتيجية ميزتها عن بقية البلاد المجاورة لها،إذ تقع على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وتبين ذلك من خلال التنافس الاستعماري من أجل السيطرة عليها، إذ تعود هذه الأطماع إلى عقود طويلة جداً ظهرت مع بداية الاستكشافات الجغرافية التي قامت بها البرتغال واسبانيا، كل هذا من اجل الحصول على مصادر الثروة التي تمتلكها تلك البلاد.
كانت فرنسا من أكثر الدول الأُوربية تحمساً لضم المغرب لأسباب إستراتيجية, وقد مهدت هذه العوامل الطريق لفرض هيمنتها على أجزاء هامة من البحر الأبيض المتوسط , إذ كانت فرنسا في الأصل موجودة وتحتل المناطق ذات الأهمية الأستراتيجية والأقتصادية, وأصبح السلطان تحت رذحمة التطلعات الفرنسية, وأصبحت فرنسا تطالب المغرب بالدخول في مفاوضات وعقد اتفاقية بشأن فرض الحماية الفرنسية ,واتخذت الإجراءات اللازمة لهذه المهمة, إذ عملت على صياغة بنود المعاهدة , بما يتفق ومصالحها الاستعمارية التوسعية, وخّولت الحكومة الفرنسية بمهام المفاوضات مع المغرب رينو( Renu ) مندوبها في طنجة وعلى رأس بعثة تضم عدداً من دبلوماسيين وسياسيين وعسكريين, وبدأت المحادثات مع السلطان عبد الحفيظ في السادس والعشرين من اذار 1912م , أجبر السلطان على توقيع المعاهدة بالترغيب تارة وبالتهديد تارة أخرى ووقعت المعاهدة في الثلاثين من آذار 1912م, تعهدت فرنسا بموجب المعاهدة الاعتراف بسلطان المغرب , وسيادة البلاد ووحدة أراضيها , والتزامها بحماية السلطان من أي تهديدٍ أو خطر خارجي مقابل موافقته على احتلال القوات الفرنسية لأية منطقة في المغرب, وبهذا أضفت صبغة شرعية على احتلالها وتوسعها في المغرب لم تكن معاهد الحماية , سوى نتيجة حتمية لمسلسل مرَّ بمراحل عِدَّة من خلال الامتيازات والاتفاقيات والحمايات القنصلية , وفي النهاية المطاف أدّت هذه التدخلات إلى إخضاع المغرب وفرض الحماية الفرنسية عليه.
وبعد توقيع المعاهدة مرّت بلاد المغرب بثورة غضب شديدة انطلقت من فاس وشملت المدن الأخرى قتل حينها في مدينه فاس وحدها مئات الجنود ,وعمت المغرب موجة من الفوضى والاضطرابات, وكانت موجهة ضد الفرنسيين والسلطان عبد الحفيظ الذي تعاون مع فرنسا في توقيع المعاهدة
وكانت فرنسا واحدة من الدول التي ظهر لديها الأطماع في السيطرة على تلك البلاد، التي ثبتت اقدامها فيها ومن ثم بدأت بالتوسع على البلاد المجاورة, إذ عملت فرنسا على فرض الحماية على سياسة استعمارية لتحقيق مصالحها وجعل المغرب تابعاً لفرنسا في كل الميادين, إذ قامت من اجل تحقيق اهدافها على الغاء الوزارات السيادية في المغرب كالخارجية, والمالية والحرب, واصبح وجود الحكومة المغربية شكلياً وبيد فرنسا السلطة الفعلية, وكان على رأس ذلك المقيم العام الذي يتمتع بصلاحيات وسلطات واسعة, ولم يبقَ للسلطان سوى إصدار المراسيم .