آثار الحصار الاقتصادي الصليبي الاجتماعية على مصر وبلاد الشام في عهد المماليك الجراكسة (784 – 923هـ /1382-1517م)
الكلمات المفتاحية:
الحصار، الاثار الاقتصادية، مصر، بلاد الشام، المماليك الجراكسةالملخص
سلطت دراستنا هذه الضوء على الآثار الاجتماعية التي خلفها الحصار الصليبي على مصر في عهد المماليك الجراكسة خطورة عن الاثار الاقتصادية، بل كانت اشد فتكا؛ لانها ضربت قيم وأخلاق المجتمع المصري والشامي التي يصعب بنائها لقرون، ان سياسة الجراكسة في الحصول على الاموال لسد عجز الخزينة الخاوية، جراء الحملات العسكرية، وبذخ واسراف الامراء والسلاطين في اللهو والترف، فضلاً عن اهمال الزراعة واثقال الفلاح بالضرائب والمصادرات والذي بدوره ترك الارض وهاجر الى المدينة، قد ولدت هذه السياسة امراض ومخلفات اجتماعية خطيرة هددت المجتمع المصري والشامي بكافة فئاته، إفنجد ان المجتمع المصري قد عانى في كثير منها، إذ نجد انتشار الزنا بين أوساطه، فضلاً عن المخدرات والشذوذ الجنسي، وكذلك انتشار ظاهرة الخمور بين الناس عامة، وكذك تدهور الحالة المعاشية؛ بسبب قلة موارد الخزينة، وحياة الترف واللهو التي عاشها الملوك الجراكسة، وانتشار ظاهرة المشعوذين والسحرة التي اعتاد الناس الذهاب إليهم والتنبؤ لهم عن مستقبلهم، وهذا كله من أجل كسب المال وان كان بطرق غير شرعية. كل هذا ولم يحرك المماليك الجراسكة ساكن نتيجة الظروف المحيطة بهم، إذ كان همهم هو البقاء على هرم السلطة دون النظر إلى معاناة الشعب.
ومن أثاره أيضاً انحراف المجتمع المصري والشامي عن قيم وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وقيم وعادات المجتمع العربي، بفعل إباحة السلاطين الجراكسة المحرمات في المجتمع المصري والشامي، وعلى الرغم من ذلك امتاز ذلك العصر بمسحة براقة من الاصلاح والتقوى والحرص على اقامة المؤسسات الدينية والرغبة في احياء شعائر الدين، ولكن هذه المسحة ما هي الا طلاء خارجي اخفى وراءه مخلفات خلقية وأمراض خبيثة مستوطنة تثير العجب والاشمئزاز، فضلاً الامراض الاجتماعية التي اصابت مصر وبلاد الشام، ومنها: الفساد الخلقي، والمعتقدات الباطلة.