منطقة بني عيدل البجائية و دورها الحضاري بين الماضي والحاضر: الشيخ محمد الطاهر آيت علجت و معهد تمقرة التعليمي أنموذجا
الكلمات المفتاحية:
الدور الحضاري– بني عيدل – بجاية - تمقرة – الزاوية العدلية – الشيخ يحي العدلي – الشيخ محمد الطاهر آيت علجتالملخص
تندرج منطقة بني عيدل ضمن القبائل الشرقية جغرافيا جنوب شرق حوض الصومام ، أما حضاريا فرغم عزلتها الريفية لوقوعها بين عدة سلاسل جبلية إلا أنها لعبت دورا هاما منذ القديم إلى يومنا هذا فهي كانت همزة وصل بين الشمال والجنوب و منطقة عبور تجاري بين الشرق والغرب خاصة في العصور الوسطى وزادت أهميتها أكثر في الفترة الحديثة بفضل القيادات الدينية والسياسية التي تأسست بعد سقوط الدولة الحفصية مما سمح لها للعب أدوار حضارية امتدت على غاية الثورة الجزائرية وحتى بعد إستقلال الجزائر عام 1962 في البناء الوطني. من حواضر بجاية الريفية المشهورة حاضرة تمقرة الجوهرة المغيبة المنسية رغم إسهاماتها الكبيرة في جميع الميادين خاصة الدينية الثقافية و السياسية و من خلال جهود علماءها أو مؤسساتها الدينية والاجتماعية نذكر من مؤسس معهدها الديني الشيخ أبو زكريا يحي العدلي (الزاوية العدلية) في القرن التاسع الهجري / القرن الخامس عشر الميلادي الذي أعاد بعثه أحد أحفاده الشيخ العلامة المجاهد محمد الطاهر آيت علجت خلال الثلاثينات من القرن العشرين مع بداية النهضة الإصلاحية الثقافية في الجزائر وتواصل النضال التعليمي والثوري في الحركة الوطنية قبيل و بعد اندلاع الثورة التحريرية فقدمت تمقرة الأغلى والنفيس ويكفي أن زاويتها فقط بعد تهديمها في بين ماي وجوان 1956م سقط في ميدان الشرف من شيوخها و طلبتها أكثر من المائة شهيد ، وقدمت أيضا خيرة شبابها لخدمة الوطن بعد الاستقلال ، وما زال شيخ زاويتها الذي تعدى القرن من عمره يشرف على زاويته بتمقرة تارة والتدريس تارة أخرى في الجزائر العاصمة رغم تقاعده ظل متعاقدا وكذلك مع تلاميذه البررة أمثال الشيخ الدكتور محمد الشريف قاهر و الشيخ أبو عبد السلام وغيرهم.