مدينة كازرون دراسة في موقعها الجغرافي وأحوالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية من القرن الخامس وحتى نهاية القرن التاسع الهجريين
الكلمات المفتاحية:
كازرون، الحياة الفكرية، الحياة السياسية، الحياة الاقتصادية، علماءالملخص
تعد مدينة كازرون من مدن المشرق الإسلامي، والتي يعود تاريخها إلى عصر الإمبراطورية الساسانية (226-641م)، إذ أنها كانت عاصمة لها، وبالرغم من تاريخها العريق الذي يمتد إلى جذور قديمة، إلا أن هذه المدينة بقيت من دون أي دراسة متكاملة في أحوالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية .
اثرت الفتوحات الاسلامية على بلاد فارس بصورة عامة ومدينة كازرون بصورة خاصة فهي من الناحية الاجتماعية ظهرت فيها فئات من المجتمع غير ما كانت عليه قبل الاسلام فمنهم المسلمين باعتبارهم الحكام المحليين لبلاد فارس ، بالاضافة الى السكان المحليين من المجوس والنصارى والقلة من اليهود .
وتعد مدينة كازرون من المدن الزراعية بخصوبة تربتها وزراعة مختلف المحاصيل، واصبحت ذات شهرة واسعة في صناعة ثياب الكتان ، ولها اهمية تجارية لموقعها بين مدينة شيراز التي تعد قاعدة لبلاد فارس من جهة وبحر قزوين (بحر الخزر) من جهة اخرى في العصور الاسلامية .
وقد تميزت هذه المدينة ببروز عدد من العلماء في القرى والمحلات لها التابعة لمدينة كازرون، وقد أسهموا في إثراء الحياة الفكرية في المدينة بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام مثل: المريجياني والكاسكاني والدواني وقد زارها عدد من العلماء المسلمين اللذين تركوا اثرهم على المدينة ومنهم .من مدينة شيراز العالم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، ومدينة روزبه العالم ابن حسنكويه الفارسي محمد بن محمد بن الحسن ، ومن مدينة نوشجان العالم طلحة بن أحمد بن أيوب المقرئ النوشجاني، ومن الأهـواز أحمد بن عقيل بن راجح.
فضلاً عن أن الألقاب العلمية التي حصل عليها علماء كازرون قد اكدت على ما توصلوا من نتاج علمي متنوع لديهم، والدليل على ذلك هو ما صنفه علمائها من مصنفات في العلوم الدينية والإنسانية والنقلية والعقلية المختلفة.