مفهوم الوطن في نتاجات سامي ميخائيل
الكلمات المفتاحية:
سامي ميخائيل ، مياه تقبل مياه ، متساوون ومتساوون أكثر ، الوطن ، المرأةالملخص
يتطرق بحثنا هذا إلى احد اوجه الحنين إلى الوطن لدى واحد من المع الأدباء الاسرائيليين من اصل العراقي (سامي ميخائيل ) الذي قضى طفولته في بغداد ، واضطر بعد ذلك للهجرة مع عائلته نتيجة للدعاية الصهيونية التي أخذت تثبتها المؤسسات الصهيونية منذ العقود الأولى لهذا القرن في الاضطرابات والمجازر التي ستحل عليهم من قبل العرب. وان تشبيه الوطن بالام يعد حقيقة دامغة وشيء من كيان الانسان المغترب؛ اذ ان الوطن يعتبر حقيقة تبقى في وجدان الشخص ليكوّن صورة الأم: الحنان، الحب، الامان، الهوية. واللغة التي تصوغ تعبيره، والذكريات التي تصنع ماضيه وحاضره ومستقبله، وهي كلها مفاهيم فيها من روح الأمومة وفحواها ومعانيها وضرورتها لايجاد حياة متوازنة أكثر. وان فقدان الوطن والأم يعد كلاهما أقصى درجات الفقدان؛ فبالإضافة إلى ألم حدوثهما يحملان أيضاً بعدا عميقاً مع ما تعود المرء عليه وألفه وسكن إليه في السراء والضراء، في القرب والبعد، وفي الوعي والخيال.
وتتسم رؤية الكاتب سامي ميخائيل إلى الماضي بالرومانسية والحنين إليه ، وهذا ما ظهر جليا في العديد من رواياته ، وهذا يعود بلا شك إلى نعمة السلام والودية التي صبغت العالم العربي وعلاقاته بجميع طوائفه . ولا غرو إن ظاهرة الحنين مرتبطة بالجذور والرعاية التي تولاها الفرد في طفولته وحياته . ومن هنا كان الحنين ظاهرة لم تقتصر على فرد معين وانما أصبحت ظاهرة إنسانية عامة لكل من يعيش في بيئتين مختلفتين من ناحية العلاقات والمواقف الإنسانية . ومهما كانت الظروف الجديدة التي يعيشها الفرد في بيئته الغريبة جيدة فان هناك امورا كثيرة تثير الحنين فيه ، لا سيما وان اللبنات الأولى لحياته قد بُنيت في وطنه الأم .