السيد ميرزا صالح القزويني ( 1257 -1304هـ/ 1841- 1886م) ( دراسة تاريخية)

المؤلفون

  • نادية جاسم كاظم الشمري بابل للدراسات الحضارية والتاريخية

الكلمات المفتاحية:

العلم،الحركة الفكرية،الثورة،المعرفة العلمية،الشعر والنثر

الملخص

       تعد دراسة شخصية السيد صالح مهدي حسن أحمد الحسيني القزويني الحلّي النجفي (1841-1886) من الدراسات المهمة التي يجب تسليط الاضواء عليها ،  لانتمائها للأسرة القزوينية التي اشتهرت بالعلوم الدينية والمجالس الادبية التي قدمت المئات من العلماء والشعراء واصحاب المواهب التي ذاعت شهرتهم في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين ، فضلا عن ذلك كونها شخصية إنسانية هادفة تتصف بالأخلاق الرفيعة والالتزام السلوكي بالمبادىء والاصول ، حيث كان على درجة عالية من التقوى والورع والعطف على المحتاجين والاستعداد لخدمتهم والقيام بتنظيم شؤونهم الحياتية ، وكانت داره عامرة في الهندية لدفع الأذى عن المظلوم والضعيف، سكن قلوب عامة الناس بما يحمله من حلم وطيب وقوة جنان ومساعدة الفقراء وفتح بابه على مصراعيها للأدباء والضيوف وارباب الحوائج يشهد له كثير من العلماء والشعراء الذين كانوا يرونه ملجأ لهم عندما يواجهون مشكلات اجتماعية معقدة.

    وكشف البحث التاريخي بأن السيد  صالح القزويني  موسوعة علمية برع في تأليف الكتب والرسائل لا سيما احكام العبادات الميسّرة رسالة في المسائل العقائدية والفقهية التي اكتسبت أهمية كبيرة ، لأنها عدت مصدراً أصيلاً من المصادر المهمة التي كتبت عن الأصول الخمسة التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد، وأعطت توضيحاً مفصلاً عن هذه الأصول وتعد مرجعاً أصلياً لجميع الباحثين الذين يبحثون في مضمار هذه الموضوعات التي هي الأساس في الحياة والموت في مختلف المجتمعات الإنسانية.

         واوضحت الدراسة ان السيد صالح القزويني كان شاعراً أدبياً بارعاً ناثراً ماهراً بليغاً فصيحاً محاضراً ، ومن حفظة القران الكريم والاستشهاد به والمجادلة والمناظرة بطريقة الحوار الموضوعي المقنع المستند الى الادلة والبراهين القاطعة، ،سكن قضاء طوريج ،  واهتم بتنظيم الجوانب الاقتصادية واصلاح الاراضي الزراعية التي ما تزال بأيدي أولاده واحفاده حتى وقتنا الحاضر.

  ويعد السيد صالح القزويني من اشهر رواد الحركة الأدبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر التي كانت له أساليبه في هذا المجال الأدبي شعرا ونثرا ، فأصبحت اشعاره من روائع الأدب العربي التي اعطت للقارئ صورة حقيقية واضحة وبتعبير واضح وصادق التي اصبحت نموذجاً  حياً اقتدى به علماء وأدباء عصره ، المتمثل  بحبه العميق المفعم بالولاء والاخلاص لآل البيت وذكر الانبياء والائمة طوال الوقت ، وتشهد له قصائده في رثاء الامام الحسين (عليه السلام) التي كشفت لنا الموقف المشرف الذي وقفه الحسين (عليه السلام) مخضباً جسده الطاهر بدم الشهادة في سبيل اعلاء كلمة الحق لا اله الا الله محمد رسول الله .

   وبينّت الدراسة ان السيد صالح القزويني  مؤسس (ركضة طوريج ) مارس دوراً قيادياً فاعلاً في هذه الركضة إجلالا وإكراما لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ، حيث يأتي الناس الى بيته في العاشر من عاشوراء مشياً على الاقدام ثم يخرجون ويتقدمهم السيد صالح القزويني وينطلق موكب العزاء حتى ينتهي الى الحضرة الحسينية المقدسة ، تتخللها قراءة القصائد واللطميات تعبيراً عن الالم والحزن لاستشهاد الامام الحسين عليه السلام ، واستمرت هذه الركضة عبر الاجيال حتى وقتنا الحاضر .

التنزيلات

منشور

2022-11-28