الانتحار دراسة اجتماعية ميدانية في محافظة ذي قار

الملخص

تعد ظاهرة الانتحار من الظواهر الاجتماعية الملفتة في العقد الأخير في المجتمع العراقي، وتعد هذه الظاهرة أحد ابرز المشكلات الاجتماعية التي يكتنفها الغموض وخاصة في مجتمعنا العراقي حيث الاعراف والتقاليد تفرض طوقاً أمنياً حول المنتحر وذويه وأسباب ودوافع الاقدام عليه ، وازدادت هذه الظاهرة في محافظة ذي قار في السنوات الأخيرة  بين (2011- 2014) وهو المجال الزماني الذي تناوله البحث في التحليل الميداني (75) حالة انتحار في محافظة ذي قار تم تحليلها لـ (50) ذكر و(25) من الإناث ، وقد اعتمد الباحث على منهج دراسة الحالة باعتباره أكثر المناهج ملائمة لمثل هكذا بحوث.  وقد وطرح  البحث عدة تساؤلات منها : ما هي الأسباب التي دفعت الفرد إلى الانتحار ، هل هناك أسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية دفعت الفرد الى الانتحار، كاحتجاج على تردي الظروف الاجتماعية الاقتصادية والاجتماعية، وهل عدم الاعتراف بحقوق الفرد، الحقوق المدنية كالعيش بكرامة والاحترام لحقوقه المدنية والإنسانية , ولأي مدى ممكن ان نضع حلول للحد من تفشي ظاهرة الانتحار ، وقد توصلت الباحث الى مجموعة من النتائج نذكر منها : أن أكثر حالات الانتحار هم من الرجال عكس النساء ، ترتفع معدلات الانتحار في فصل الصيف ، فيما شكلت فئة الشباب الاعلى بين المنتحرين . ويوصي البحث بدعوة مؤسسات المجتمع الى تحمل مسؤوليتها تجاه ظاهرة الانتحار التي بدأت تنتشر بشكل مخيف في اوساط المجتمع العراقي من حي إعداد وتنفيذ برامج توعوية وتثقيفية وإرشادية ، وأيضا دعوة مراكز البحوث الى إجراء المزيد من الدراسات حول ظاهرة الانتحار ، كما أكدت على ضرورة الاهتمام برفع معدلات الوعي العام حول كيفية التعامل مع المصابين بالعلل والازمات النفسية ، بالإضافة الى توفير فرص العمل للشباب واستيعاب طاقاتهم ومهاراتهم .