الأفستا في المصنفات العربية والإسلامية حتى نهاية القرن التاسع الهجري (دراسة تاريخية)
الكلمات المفتاحية:
المصنفات العربية والإسلامية، الأفستا، الزرادشتيةالملخص
شهدت الحضارة العربية والإسلامية نشاطاً كبيراً بدءاً من القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي واستمر قرونا عديدة, في الاهتمام بالثقافات والأديان السابقة أو المجاورة للإسلام.
وقد أولت المصنفات العربية والإسلامية اهتماما ملحوظا بالدين الزرادشتي وكتابه المقدس (الأفستا)؛ شمل هذا الاهتمام كل الجوانب الخاصة بهذا الكتاب, ولا شك أن الأختلاف واقع في كثير من التفاصيل والمعلومات المتعلقة بالكتاب فيما نقله المصنفون, وهذا أمر طبيعي نظراً لتعدد الموارد واختلاف طرق انتقال المعلومة والطبيعة الفكرية للمصنف فضلاً عن دوافعه وميوله.
يهدف بحثنا هذا إلى إيراد المواضع التي تناول فيها أصحاب المصنفات العربية والإسلامية كتاب(الأفستا) وإبراز الاختلاف والاتفاق فيما ذكروه عنه من معلومات, كما يهدف إلى إيضاح رؤية أصحاب المصنفات لهذا الكتاب من حيث كونه كتابا منزلا أم لا.
ولاشك أيضا أن أصحاب المصنفات قد أوردت كما كبيرا من المعلومات التي تعد مصدراً مهماً لكل باحث في الديانة الزرادشتية والأفستا على وجه الخصوص, سواءً كان باحثاً عربياً أم غربياً, نظرا للتماس المباشر لأصحاب المصنفات بهذا الدين وأصحابه ولكون بعضهم كان زرادشتيا أو من عائلة زرادشتية, دون أن ننسى جد المناظرات والجدل الديني والفلسفي خاصة في العصر العباسي الاول, الأمر الذي يدل على حجم وزخم النشاط العلمي والفكري والديني الهائل والانفتاح على الآخر المختلف كركيزة أساسية من ركائز النهضة العربية والإسلامية في تلك الفترة.
واستأثر الموضوع كون (الأفستا ) كتابا منزلا أو مصنفاً بأهمية كبيرة من لدن أصحاب المصنفات العربية والإسلامية, ولم يقتصر الحديث فيهذا الشأنعلى أصحاب مصنفات كتب التفسير والفقه بل تعداه إلى أصحاب المصنفات الأخرى, فمنهم من رأى أن ليس للزرادشتيين كتاب ومنهم من قال بأن لهم شبهة كتاب ومنهم من رأى أن لهم كتابا. ولكل فريق أدلة تدعم رأيه.