المحاكاة الصوتية في الجذر المعجمي ــ دراسة في معجم مقاييس اللغة لابن فارس(ت395هـ)

المؤلفون

  • محمد بشير حسن جامعة ديالى /كلية التربية للعلوم الإنسانية/قسم اللغة العربيّة

الكلمات المفتاحية:

المحاكاة، الجذر، المعجم، مقاييس

الملخص

يدرس البحث العلاقة بين المبنى الصوتي  والمعنى، ويبين مدى إمكانية الأصوات على الإيحاء بالمعاني بما تمتلكه من ميزات صوتية من مخارج وصفات ومتعلقات تدلُّ على المعنى وتصوره في نفس السامع، وهذا ما يسمى بـ(المحاكاة الصوتية) onomatopoeia.

واختصّت الدراسة بمتابعة فاعلية المحاكاة الصوتية في الجذور المعجمية في معجم مقاييس اللغة لابن فارس، فهو عينة صالحة؛ لاعتنائه ببيان المعنى المحوري للجذر المعجمي وما تناسل منه من ألفاظ، فضلا عن اهتمامه بصوت الحكاية الذي تطغى دلالته على الجذر وألفاظه ولاسيما في الجذر الثنائي المدغم والثلاثي، والجذور التي تشابهت في إحالتها على الحكاية الصوتية.

وقد كان ابن فارس معنيا ببيان فاعلية الصوت في كثير من المواضع، فهو يذكر ويؤسس للمحاكاة ويصورها في المعنى، وقد كانت تحليلاته للجذر المعجمي مبنية على أساس صوتي، يربط بين فاعلية الصوت في تصوير المعنى وتقريبه في ذهب السامع، الأمر الذي جعل هذا المعجم يبحث في تفاعل الأصوات مع الجذر في المحيط الدلالي.

وقد كان لابن فارس رؤية أصيلة في التنظير للمحاكاة الصوتية وتصوير المعنى؛ إذ لا تكون المحاكاة على نطاق واسع بلا دليل مقنع ولا وشيجة تربط بين الصوت والمعنى، فقد كان على العكس من ذلك، يعتمد على الدليل العقلي والحس الذوقي في القول بمواضع المحاكاة وتحديدها في الأمثلة المتنوعة، مِمَّا كان سببا في نقده لكثير من الأقوال المُتكلفة التي تُسرف في تشخيص فكرة المحاكاة الصوتية ولا تستند إلى دليل مقنع.

وهذا يعكس قدرة علماء العربيّة القدماء على عقد الصلة بين المستويات اللّغوية والنظر إلى اللّغة من منظور تفاعلي يفضي إلى القول بأن اللّغة تدرس لذاتها ومن أجل ذاتها، وهذا ما نص عليه علم اللّغة الحديث الذي يفيد من حقيقة التفاعل بين المستويات من أجل الوصول إلى نتائج تخدم اللّغة في محيطها الاجتماعي التواصلي.

التنزيلات

منشور

2022-11-29