يحيى بن زيد ثائر الجوزجان ( ت 125 هـ / 742 م ) دراسة تأريخية

الملخص

من المتعارف عليه ان العلويون من الفرع الحسيني اتخذوا نهجين للثورة ضد النظام الأموي , تمثل الأول برفع السيف للمطالبة بالحقوق ودفع الظلم, ومن مصاديقه ثورة زيد بن علي وابنه يحيى بن زيد , والثاني اتخذ من الدعاء منهجا , وتمثل بالأمام السجاد ومن بعده الامام الباقر والصادق. وثورة يحيى بن زيد بن علي في خراسان من الثورات المهمة التي سارت على الخط الأول ,وأقلقت الحكم الأموي الذي مارس اقسى انواع البطش ضد قادتها, احياء بملاحقتهم وسجنهم والتضييق عليهم , ومن بعد استشهادهم وتمثل ذلك برفض دفنهم , والأصرار على صلبهم سنوات عدة , حتى يصبحوا عبرة للأخرين ,وهذا ماحدث لزيد الشهيد في الكوفة , وابنه يحيى المصلوب على طاق الجوزجان , فما ان وصلت اخبار خروج يحيى بن زيد في خراسان حتى عمد الحاكم الأموي إلى ارسال جيش من بلاد الشام إلى أقصى الشرق لقمعها ووؤدها في مهدها مخافة انتشارها في تلك البلاد وغيرها من بلدان العالم الإسلامي وقد نالت ثورة يحيى بن زيد شيئا من التدليس والتعتيم المتعمد من قبل المؤرخين , محاولة منهم اخفائها او التقليل من شانها, لذا أراد الباحث تسليط الضوء على تلك الثورة بدءاً من رحلة يحيى مع أبيه زيد الشهيد من المدينة المنورة الى بلاد الشام ثم الى العراق ، ومشاركة أبيه في ثورته في  الكوفة وانتهاءً برحلته الى خراسان وقيامه بالثورة في الجوزجان ، ويتألف البحث من مقدمة وثلاث مباحث تضمن الأول نسب يحيى وسيرته وصفاته والثاني ركز على مرويات يحيى ورحلته إلى خراسان ، والثالث اعلان الثورة واستشهاد يحيى بن زيد وصلبه واستفادة العباسيين منها بثورتهم  برفع شعار الرضا من آل محمد ، تلا ذلك خاتمة وثبت المصادر .