أثر المعتقدات الدينية الرافدينية في المعتقدات الدينية الفارسية القديمة أسطورة الطوفان أنموذجاً
الكلمات المفتاحية:
المعتقدات الدينية القديمة ، ألاسطورة ، الطوفان، وادي الرافدين، بلاد فارسالملخص
غالباً ما تُحدد الأفكار والمعتقدات الدينية الهيكل العام لسلوك الإنسان وتؤثر على عاداته وتقاليده واعرافه ونمط بناءه الفكري والروحي. وكان لهذه الأفكار والمعتقدات الدينية أثر كبير وواضح في حضارات العالم القديم ولاسيما حضارات الشرق الأدنى منها. فقد بينت لنا أساطير وملاحم العالم القديم الكثير من الجوانب الواقعية الهامة لحياة المجتمع القديم ويومياتها بما فيها الفكر الديني والعقائدي والفكر الاجتماعي. حيث ذُكرت قصة الطوفان في معظم الحضارات القديمة بتفاصيل مختلفة لكن القضية الأساسية هي ذاتها، فالطوفان يقتل الجميع إلا القليل من المحظوظين او المباركين ومن معهم بالإضــافة إلــى الحيوانات للإبقــاء على النسل مثلاً .
فقد أثرت البيئة الجغرافية للمنطقتين بشكل كبير في الحياة اليومية لشعوبها مما دفعهم بتجسيد صراعهم معها بشكل أدبي وهو ما يعكس الجانب الفكري لحياتهم، الذي بدوره خلق الكثير من المشتركات الدينية بين شعوب الحضارتين أهمها كانت قصة الطوفان العظيم، التي اتفقت نصوصها الرافدينية والفارسية القديمة بوجود قرار الهي يوصي بمعاقبة بني البشر بواسطة طوفان بسبب كثرتهم وضجيجهم الذي ازعج الآلهة فضلاً عن أهمالهم لواجباتهم أتجاه الآلهة أو أنهم ارتكبوا الكثير من الموبقات والآثام. في حين أختلفت النصوص الدينية في الحضارتين في وصف شكل الطوفان الذي ضرب مناطقها وذلك بسبب الواقع الجغرافي وأثره في كل منطقة.
قصة الطوفان ذلك الارث البشري الحضاري التاريخي الانساني المشترك ، تجسد الكثير من صور البشرية على مر التاريخ . ان دراسة قصة الطوفان وكيفية ارتباطها في أساطير واديان كثيرة لدى شعــوب كثيرة أمر مفيد جداً خصوصاً في البحث عن الحقيقة، فلو لم يكن وقع تلك الحادثة كبير لما مثلت ما تمثله من اهمية و تناسخ و انتشار واسع في افكار الشعوب القديمة.