شذرات من حضارة بابل في التراث العربي الإسلامي
الكلمات المفتاحية:
حضارة بابل, التراث العربي الإسلامي, الشعر, السلالة السومرية , حمورابيالملخص
إنَّ أهم ما أسفرَ عنه هذا البحثُ هو: أنَّ بابل وفي ضوء المدونات العربية الإسلامية فيها قولان: الأوّل: اسم عربي مشتق من البلبلة، وهو الاختلاط، والثاني: اسم عجمي، وقيل: آشوري من اسم المشتري، أو من اسم النَّهر الكبير، وقيل: آرامي، مرّكب من لفظي " باب" و " إل" أي الإله، وخلاصة القول: أنَّ مدينة بابل أوّل أو ثاني مدينة بنيت على الأرض وكانت تعدّ أعظم مدن الدُّنيا وأغناها، تأسست لتكون حاضرة أرض الجزيرة، وظهر بها شخصيات تاريخية قوية منهم: شخصية حمورابي ( 1792-1750 ق. م) الفاتح المشرِّع.
تحدّث عنها أغلب اللّغويين والمؤرخين والمفسّرين، وبأنّها كانت منقطعة القرين والنَّظير، واعتبرها المؤرخون من عجائب الدُّنيا السَّبع، وكان لها حدائق معلَّقة، وقصور فخمة، وأجمع العلماء من المنجِّمين والمتطَّببين أنّه ليس في المملكة بلد أصح، ولا أفضل، ولا أعدل من تلك البقعة، وما قرب منها من إقليم بابل، وقالوا: وإنّما صارت عقول أهل بابل فوق العقول، وجمالهم فوق الجمال، وكمالهم فوق الكمال، لعلّة الاعتدال.
وقد اكتسب البابليون مهارة فائقة في النقش على الصخور والآجر ونحت الصور والتماثيل.
أما البناء فيعد الحدائق المعلَّقة من أعظم الفنون المعمارية التي بلغتها بابل إذ تتصل الطبقات مع بعضها بدرج واسع وعنما يأتي الربيع وتزهر وتورق الأشجار والورود في هذه الارتفاعات في وسط أجواء الحرارة العالية تكون هذه الحدائق جنة في الأرض تنشر الرائحة العطرة والبرودة واللطافة لتستحق أن تكون من عجائب الدنيا السبع والتي تنماز بهوائها وجمالها ورائحتها ولطافة جوها وخلابة منظرها.
واشتهرت الأقمشة والألبسة البابلية بجودتها ومتانتها لدى الروم، فكان القماش البابلي غاية في الحسن والجمال، وكانت نساء بابل تتجمَّل بجميع وسائل الزِّينة والثياب الفاخرة وتعيش في رغد ورفاه.
ومن العلوم التي اشتهر بها البابليون أيضًا هو علم النّجوم.
أمّا التجارة في هذه البلاد فكانت رائجة، إذ يجلب التّجار إليها الذَّهب والفضَّة والدرّ والعاج والحجر الأحمر.