روايات العهد المكي قبل البعثة في كتاب الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي (597هـ/1200م) (دراسة تحليلية نقدية

الملخص

حفل التراث الاسلامي بقامات علمية فذّة سجلت حضورها بشكل متميز من خلال انشطتهم العلمية المتنوعة اذ كان اغلبهم فقهاء وفي الوقت نفسه ادباء وربما اهتموا بعلم التاريخ واشتركوا في فنون علمية اخرى، ومن بين هؤلاء العلماء الفقيه والمؤرخ الشهير ابن الجوزي الذي كان من ابرز نتاجاته في المجال التاريخي كتابه الضخم: المنتظم في تاريخ الملوك والامم، واشتمل الكتاب على مادة تاريخية ضخمة تتعلق بالسيرة النبوية المباركة، ومن كتب التاريخ المهمة لإبن الجوزي هو: كتاب الوفا بأحوال المصطفى، وهذا الكتاب هو اختصار للسيرة النبوية التي بكتاب المنتظم، وقد رفع ابن الجوزي للاختصار اكثر الاسانيد من رواياته، ثبت فيه برفع الكثير من اسانيد رواياته للاختصار، وتمت دراسة هذا الكتاب وكان التركيز على الروايات التاريخية لابن الجوزي الخاصة في العهد المكي دون العهد المدني من السيرة النبوية، ومن خلال دراستنا لهذا المفصل التاريخي المهم من السيرة النبوية استنتجنا بان هناك روايات يمكن اخضاعها للتحليل والنقد مقارنة مع المصادر الاولية المعتبرة، وكذلك اخضاعها للعقل والمنطق، الخروج بنتائج تحليلية لتلك النصوص التي انتخبناها من بين الكثير من رواياته لتكون دليلا على ما افترضناه من فرضيات البحث، مثل ما يتعلق بآبائه والعمل الذي كان يزاوله الرسول قبل البعثة النبوية المباركة، وكذلك مسألة الوحي ونزوله وما قال عنه ابن الجوزي في تاريخه، وكذلك حادثة شق الصدر التي تكررت لأكثر من مرة في تاريخ المنتظم، وكذلك في عدد من التواريخ المعتبرة، وبعد مناقشة هذه الروايات واخضاعها للنقد والتحليل والمقارنة، والدليل العقلي توصلنا من خلال الى ان بعضها موضوع عن قصد ودراية لغايات ثبتناها في متن البحث، وروايات واخرى ضعيفة السند.