تاريخ مملكة كندة من خلال كتاب العرب على حدود بيزنطة وإيران من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادي للمستشرقة الروسية نينا فكتورفنا بيغوليفسكيا
الكلمات المفتاحية:
مملكة كندة، المستشرقة، ملوك كندة، بيزنطة، الساسانيونالملخص
سلطت دراستنا هذه الضوء على أحد المؤلفات التاريخية المهمة التي قدمت في طياته معلومات وافرة عن الممالك العربية التي نشأت في شمال ووسط شبه الجزيرة العربية، والتي تقع على تماس مباشر مع الإمبراطورية البيزنطية، لذا حمل هذا المؤَلف عنوان: (العرب على حدود بيزنطة)، لمؤلفته المستشرقة الروسية نينا فكتورفنا بيغيوليفسكايا.
عدت هذه الدراسة واهدة سلسلة دراسات قدمتها مستشرقتنا موضوعة الدراسة حول تاريخ العرب القديم، فهي تعد من المستشرقين القلائل الذين تناولوا دراسة هذه الممالك؛ لما يكتنف تاريخها كثير من الغموض؛ لذا اعتمدت في دراستهم على المصادر التاريخية الأقرب للحدث، لاسيما الكتب الكلاسيكية المتمثلة بــــ: ( الرومانية واليونانية والسريانية)، إذ تعد هذه المصادر شاهد عيان على مجموعة من الأحداث التاريخية التي ارتبطت بتلك الممالك في الجوانب السياسية أو الاقتصادية أو الدينية.
وكانت كندة واحدة من تلك الممالك التي يشوب تاريخها كثير من الغموض؛ نتيجة لهجراتها المتكررة ومن مكان إلى آخر سواءً في مناطق سكنها الجنوبية أو بعد هجرتها نحو وسط الجزيرة العربية، فضلاً عن ارتباطها بتبعية عدد من الدول أيضاً في دهرها الأول، وكذلك ارتباطها بقبائل عدة وهذا جاء نتيجة الاختلاط فيما بينهم عن طريق الهجرة والسكن إلى جنبها أو عن طريق المصاهرة.
وازداد الغموض بشكل واسع في دهرها الثاني المتمثل في سكنها في وسط الجزيرة العربية، فنجدها تارة تتمتع بعلاقات سياسية وصداقة قوية مع بيزنطة، وظهر ذلك جلياً في الزيارات المتبادية والهدايا والأموال التي أغدقتها بيزنطة على هذه المملكة، فضلاً عن الألقاب السياسية، وتارة أخرى تميل في سياستها تجاه الإمبراطورية الساسانية وتدعمها في سياستها، بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك وهو إشارة المؤلفين لاعتناق الحارث الكندي لمذهبهم الديني في عهد قباد، من أجل الحصول على مكاسب سياسية، مما أفقدها المعاملة الحسنة من لدن هذه الدول، وعدّ هذا أحد أسباب انهيارها في مدة قصيرة، وسقوطها ونهاية وجودها في وسط الجزيرة العربية.