حمل النقيض على النقيض - دراسة صرفية
الكلمات المفتاحية:
النقيض ، حمل ، الأصل ، قياسالملخص
أولى علماء العربية المعنى اهتماماً كبيراً، ومصداق ذلك أنَّهم توسعوا فيه ، فحملوا عليه معاني بعض الألفاظ عند تأويلهم للنصوص المخالفة للقواعد اللغوية .
وتتضح دلالة الكلام على معناه عند موافقته لقواعد الكلام العربي فإنْ خالفها كان الكلامُ مُلبساً ، كتأنيث المذكر وتذكير المؤنث وتصوير معنى الواحد في الجماعة ، وإذا ما أُريد الكشف عن المعنى ودفع اللبس أَوّل النص وذلك بحمل الكلام على اللفظ دون المعنى أو المعنى دون اللفظ.
والحملُ بانواعه المختلفة – الحمل على المعنى ، والحمل على اللفظ ، والحمل على الجوار ، والحمل على النظير ، إلى غير ذلك – إنما هو لون من ألوان القياس أي قياس أمر على أمر ، وحمل أحدهما على الاخر في الحكم .
وتُحمل بعض الألفاظ في أحكامها الصرفية على أحكام ألفاظ أُخر ؛ لأنها نقائضها في المعنى أو الصفة والنقيض يحمل على نقيضه كما يحمل النظير على نظيره ، كحمل جوعان على شبعان ، وعطشان على ريّان ، وتصحيح حرف العلة في موَتان حملًا على نقيضها في المعنى حيوان إلى غير ذلك .
والنقيض : هو اللفظ المنافي – سلباً أو إيجاباً – للفظ آخر يقابله في المعنى لا في أصل الوضع أو الوجود فيخالف أحدهما معنى الآخر .
والمناقضة في القول أنْ يتكلم بما يتناقض معناه.
والذي دعا إلى اختيار هذا الموضوع – حمل النقيض على النقيض دراسة صرفية – وقصره على الدراسة الصرفية أنَّ حمل النقيض على النقيض قد دُرس دراسة نحوية فشرعتُ بدراسته دراسة صرفية لكشف حيثيات هذا اللون من القياس الصرفي .
وأثمر البحث عن نتائج أهمها أنّ الصرفيين تركوا القياس في (مَوَتان ) ، فلم يقلبوا حرف العلة ألفا على الرغم من تحركها وفتح ماقبلها ، وإنَّما صححوا حرف العلة ؛ لأنها وقعت عينا حملًا على نقيضها (حَيَوان) .
وسوغوا دخول التاء على (عَدُوَّة) ، وإنْ كان الأصل فيها عدم دخول التاء ، حملًا على نقيضتها في المعنى (صَديقة)
واقتضت مادة البحث أنْ أقسمه على ست مسائل :
المسألة الأولى : حمل تصحيح (مَوَتان) على (حَيَوان)
المسألة الثانية : حمل تأنيث بعض الألفاظ على نقائضها
المسألة الثالثة : حمل التصغير على التكسير
المسألة الرابعة : حمل (عِجاف) على (سِمان)
المسألة الخامسة : حمل المصدر (بِطالة ) على الصِناعة وشبهها
المسألة السادسة: حمل بعض الصيغ والأبنية على نقائضها