التصغير في شعر ابن الفارض (ت632هــ)

المؤلفون

  • محمد نوري عباس خلف تدريسي في قسم اللغة العربية- كلية التربية للعلوم الإنسانية - جامعة الأنبار

الكلمات المفتاحية:

التصغير- ابن الفارض- شعر- صوفي- عباسي

الملخص

سلّط الباحث الضوء على وجهٍ ماتعٍ من وجوه الإبداع الشعرية وهو أسلوب التصغير في نصوصٍ شعرية للشاعر العباسي ابن الفارض، ويرى الباحث أن التصغير عنده يتوزّع في أركان ثلاثة، وهي:

الأول: التصغير في أسماء الأعلام من الأشخاص.

الثاني: التصغير في الأماكن.

الثالث: التصغير في الأزمان.

إن القول بأن التصغير ليس إلا زخرفة لفظية أو ضربًا من التجمّل فيه إغفال لمقدرة فنية عالية في نظم الشعر وصياغته بالمستوى الفني الأجود، فشاعرنا ابن الفارض فيما يبدو كان يهدف من وراء كثرة التصغير واللجوء إليه إلى الحد الذي نجده يكرره في البيت الواحد، ويكرره كثيرًا في القصيدة الواحد  لغاية نفسية روحية تكمن في أن النفس مجبولة على التكبر والعُجب، وأن الشخص الصوفي إنما هو شخص بسيط زاهد، راغب عن ملذات الحياة زاهد عما في أيدي الناس، يؤثر العُزلة والخلوة، وما هذه البساطة والانشراح إلا دليل سمو وتسامٍ، فذهب يُقلل الأشياء ويُبسط الأمور، ويتعامل مع الحياة بسطحية مأثورة؛ لذلك صار يخفف من أشعاره ويجعلها مطيَّة لبلوغ مراميه والحصول على مقاصده وفي مقدمتها الوصول إلى المحبّة الإلهية.

وشاعرنا  ابن الفارض يلجأ إلى تصغير أسماء الاشخاص لغرض التحبّب والتودّد، وانسحب ذلك على التصغير في أسماء الأمكنة والأزمنة أيضًا، وإن كثرة التصغير أوصلت لغته إلى الرمزية في مواضع مختلفة، وكان القصدُ هو الوصول إلى المحبة الإلهية التي تعد جوهرة التصوف ولبّه، وكان هذا واضحًا في ورود أسماء النساء.

ومن تلك المواطن يمكن النظر فيها إلى المقصد من التصغير أو المعنى الذي يؤدّيه، وقد ظهر لنا أن للتصغير دلالة خاصة في مواضع ، ودلالة عامة تناقلتها كتب التراث.

إذن فالتصغير عنده مقصود لغاية روحية فنية يسعى من خلالها إلى العروج إلى ملكوت الروح والحب الإلهي ، حتى صار أحد أشهر الشعراء المتصوفين، بل بات لقبه الذي يُعرف به "سلطان العاشقين".

التنزيلات

منشور

2021-07-31