المظاهر العمرانية للاندلس في كتاب صبح الاعشى في صناعة الانشا للقلقشندي (ت821هـ/1418م)
الكلمات المفتاحية:
المظاهر العمرانية، الاندلس، القلقشندي، الرخاء، الازدهارالملخص
تعد المظاهر العمرانية فنا يعكس لنا صورة واضحه فيما شيده العرب من حضارة وعمران تاركا صداها في بلاد الاندلس, ان نشاط الدولة العربية هيئ لها ان تبقى شامخه شموخ الحضارة الراسخة الى يومنا هذا ويدل ذلك على رفاهية العيش والرخاء والازدهار الاقتصادي, ان هذا النهوض الذي شهدته بلاد الاندلس لم يكن متيسرا لولا ظهور الحواضر والمدن مثل قرطبة واشبيلية وطليطلة وغرناطة وغيرها التي اصبحت مراكز مهمة من مراكز الحضارة العربية الاسلامية, ان العمارة الاندلسية تستحق منا الدراسة و الاهتمام باعتبارها آثار مادية قائمة على مر العصور تشهد بما احرزته الحضارة العربية الاسلامية في اسبانيا في العصور الوسطى من تفوق على سائر الحضارات الاوربية .
لقد حظيت الاندلس في العهد الاسلامي بعدد من المنجزات العمرانية حيث امتازت هذه الابنية بالبساطة والجمال فقد شهد عصر الامارة والخلافة نشاطا عمرانيا شمل جميع الابنية من دينية ومدنية وعسكرية في حين شهد عصر الطوائف نشاطا عمرانيا في بناء القصور والمتنزهات وقد شاع استعمال القباب المقرنصة وعقود حذوة الفرس في الابنية كالمساجد والدور والقصور والحمامات ، تميل العمارة الدينية والمدنية الى مظاهر الفخامة والمتانة والجمال كالمسجد الجامع في قرطبة وجامع غرناطة ، لقد تكون فن العمران في الاندلس مما حمله العرب معهم من مزيج الفن البيزنطي والقوطي والفارسي ومن ثم ظهر الطراز المدجن ومن ابرز سماته الفنية التي اقتبسوها عن العرب هو الطراز الزخرفي المثقل بالزخارف والشماسات والقمريات .
ولقد تأثر الاوربيين ولاسيما الاسبانيين والفرنسيين والايطاليين بفن العمارة الاندلسي من خلال بناء الاقواس والزخارف والتفنن بعمارتها ،ومحاولين الحفاظ على الطابع الاندلسي ، ومن ثم اضافة بصمات فنية اوربية على هذه العمائر ، لتصبح مزيجا بين فنين مختلفين الفن العربي الخالص والفن الاوربي الخالص وهذا ماتجلى عنه في اسوار اشبيلية عندما جددها الفونسو العاشر.