أنساقُ الفعلِ "رأى" الدلاليّة نماذجَ من القرآن الكريم

المؤلفون

  • ليث فارس أحمد

الكلمات المفتاحية:

أنساق,الرؤية,حقيقيّة,بصرية,رؤيويّ

الملخص

إنَّ الدلالةَ القرآنية لها دورٌ كبير مهم في معرفة معنى الكلمة المراد تفسيرها ، فالرؤية البصرية (الحقيقية) لا تتَّفِقُ البتّة مع الرؤية القلبية على سبيل المثال ؛ فإنَّك عندما تقولُ (رأيْتُ محمدًا) و(رأيتُ اللهَ أكبرَ كلّ شيءٍ) تجدُ أن التنسيق الدلالي بين الفعلين مختلفٌ جدًا ، فالفعلُ واحد لكن المعنى قد تغيَّر؛ لأن من غير المنطقي والمعقول أنَّ اللهَ يُرَى ، إذن فالمسألة هنا هي رؤية قلبية على سبيل المجاز، وقد يتحوَّلُ تارةً أُخرى إلى تركيب صيغة المبالغة (رِئَاء) ، وفي الوقتِ نفسِه ينمِّي لدى الإنسان ضميرًا يعي من خلالِه أحقيَّةَ الباري عزَّ وجلَّ ، وهذا ما قصدْتُ به من أنساق الفعل (رأى) في القرآن الكريم ، أمَّا من جهةٍ أخرى تجد أنَّ الفعلَ في صيغتِه الصرفية ثلاثيُّ الوزنِ ، فهو من الأحرف (الراء والهمزة اليابسة والإلف المقصورة )، وهي ثابتةٌ لا تتغير لكن طبيعة الجملة من حيثُ تركيبُها النحويُّ هو من يغيِّرُ المعنى الذي يؤولُ إليه الفعلُ ، فلكَ أن تجدَ مرادفاتٍ من الفعل (رأى) في العربية وهي كثيرةٌ كـ (نظرَ) و(بَصَرَ _ بَصُرَ _ بَصِرَ) و(وعى) و(علِمَ) و(حسِب) و (لحظَ) و(لمحَ)، وغيرها الكثيرُ من الأفعال المرادفة ، لكنَّها تصبُّ في نفسِ الدلالة ؛ فقد تدلُّ أحداها على معنى غيرها هذا من وجه ، أمَّا من وجهٍ آخر فإنَّ اللغةَ العربية لغةٌ جميلةٌ غفيرةٌ بالمعاني والمرادفات والأضداد ، وغالبًا ما تكمنُ جماليتُها في البلاغة والفصاحة وعلم المعاني ، ولهذا تجدُ أن الفعلَ (رأى) وغيرَه من الأفعال لها معانٍ كثيرة تتغيَّرُ بحسبِ السياق ، أو واقع الحال الذي يمرُّ به صاحبُه ، أو الزمان الذي يعيشُ فيه الناسُ ، وهذا ما وقفتُ عنده وجعلتُه على شكلِ بحثٍ بهذا المسمَّى .

التنزيلات

منشور

2022-11-29