رواية ما بعد البنيوية
الكلمات المفتاحية:
البنيوية ، ما بعد البنيوية ، الرواية ، التفكيك ، السيميائيةالملخص
المنشأ الغربي الذي انحدرت منه ثقافة و فمك ما بعد الحداثة و الإجراء المنهجي الما بعد بنيوي يفارق في نتاجه المناخ و النتاج الفكري الحداثي فكان ان تجتمع رواية ما بعد البنيوية في مخالفتها رواية الحداثة ؛ فالقص الحداثي يخالف الواقع و يصوره في بناء خاص يغرق في الخيال و التجريد و يرفض أن يكون انعكاساً للواقع بل يعمل على نقضه بهدف التغير و الإصلاح ؛ و تلك لب فلسفة الحداثة.
أما القص ما بعد الحداثي ، فهو يقارب الواقع كما هو ، في تشظيه و تناقضه ، و إسقاط البطل المخلّص من المخاطر ، و بالتالي فهو قص محاكي للواقع وتلك الواقعية هي نتاج ما قطعه العلم من أشواط في التقدم ، و الشك بما أسس له السرد الحداثي من القواعد ، و اضعاً إياها موضع مسآلة. فجاءت الأعمال الروائية مجسدةً نمطاً مغايراً لسابقتها -الرواية البنيوية- حين قرأ روادها الواقع رفضاً أو إعادةً قراءةً مستوعبة للأزمات برؤية شمولية ، و شرح للذات بكل تضاداتها ، و مقاربة ما كان يوسم بأنه محرم ، وليس الإيديولوجيات الكبرى بمنأى عن الرفض ، تلك التي حفلت بالتقديس لفترة ليست بالقصيرة ، و هي بذلك قوضت هيمنة الأنساق الفكرية الرافضة للأنساق الكبرى.
و بتقويض سلطة المتحكم للمؤلف إنهال العبء على كاهل القارئ ؛ فلابد و الحال هذا من تقديم نص مغادر ليقينية الأحكام ، منفتح على تعددية التأويل ؛ و هنا استشعر النقد و الناقد ما بعد البنيوي مبلغ الحاجة الفارضة لوعي قرائي إبداعي ، تنتسب إليه نسبية المفاهيم و لا نهائية الطروحات
وبذلك وجدت تلك الرواية المقترنة بتلك المرحلة الفكرية - ( ما بعد الحداثة ) و بمنهجية (ما بعد البنيوية) - أنه لا مهرب من التنقل في عوالم جديدة رحبة الأفاق ، قادرة على أن ترسم الملامح المفصلية المائزة لها عن سابقتها ؛ في احتفائها بالجماهيري و المهمش ، و هذا لا يتعارض مع شرعية ولادتها من أب يُعنون بالتقدم في العلوم ، و ما يشرعنه عقلانية التأويلات و علميتها ، المشككة بيقينية الضوابط السردية فتحاكمها رافضةً تلك اليقينية المزعومة.