قصائد جاهلية نادرة في ضوء نظرية التناص
الكلمات المفتاحية:
التناص، التأثر والتأثير، التناص الخارجي، التناص الداخلي، القصائد الجاهليةالملخص
يرمي هذا البحث إلى إبراز التناص في إضمامةٍ من القصائد الجاهلية النادرة لشعراء مغمورين لم ينالوا الشهرة الكافية غير إشارات يسيرة في كتب التراجم والأدب والشعر، فيتم تسليط الضوء من خلال التعريف بالتناص الذي بوصفه ظاهرة لغوية معقدة متباينة في أنواعها تستند على معرفة المتلقي وثقافته في تمييزها، وتمثل السمات الأساسية للإبداع الأدبي الذي يدل على تعانق أو تعالق النصوص وتفاعلها من أجل إنتاج وإعادة نصوص جديدة تمثل علاقة محاكاة أو تقليد بين النصوص الشعرية، وتحديد الألفاظ ، والمعاني، والأفكار المشتركة بين الشعراء المستنبطة من خلال خزين الخبرة المتراكم من جهة، والقدرة الإبداعية المعبرة لذات الشاعر من جهة ثانية، فيظهر حينها الأسلوب الخاص للشاعر الذي سيلازم تناصاته الذاتية أو الخارجية بمختلف مقاماتها، فضلاً عن ظاهرة التأثر والتأثير بينهم في العصر ذاته، ومدى تداخل النصوص وتعالقها. وفي النهاية استنتجت الباحثة ان التناص ليس مجرد أداة لتحليل النصوص الجاهلية بل هو أداة ثقافية تساعد في تشكيل مفهوم الأدب الجاهلي في كليته. من خلال دراسة التناص، ندرك كيف أن الشعر الجاهلي لم يكن مجرد تمثيل فردي لمشاعر الشاعر، بل كان مكونًا من جزء كبير من الحكمة والتراث الثقافي المشترك الذي كان يشكل وجدان المجتمعات العربية في تلك الحقبة ، وان التناص ساعد في تقوية الهوية الثقافية للقبائل الجاهلية، إذ أنه يعكس الأسس المشتركة للعلاقات الاجتماعية والفكرية، مما جعل هذه القصائد متشابكة ومترابطة عبر الأجيال، في سياق ثقافي مستمر