الالفاظ الارامية الدخيلة في اللغة العربية
الكلمات المفتاحية:
ارامية ، دخيلة ، عربية ، الفاظالملخص
إن تجاور الشعوب مع بعضها البعض ظاهرة طبيعية ومن هذا التجاور يتولد عنه تجاور اللغات وتداخلها ببعضها، وهذا يؤدي إلى تأثر هذه اللغات وتأثير كل منها في الأخرى. وانتقال جزء منهما الى الأخرى وحسب قوة اللغة وقوة تأثيرها على اللغة التي تجاورها يصبح التداخل اللغوي في اللغات المتجاورة ، فاللغة الآرامية اثرت وتأثرت بباقي اللغات في المنطقة ومنها لغتنا العربية ، فنجد اليوم كما هائلا من المفردات ذات الاصول الآرامية دخيلة في اللغة العربية وخاصة في عاميتنا المتداولة او المحكية الشعبية ، ولو عدنا بها الى المعاجم لوجدناها ذات اصول آرامية وسريانية ، ان مواكبة السريانية والآرامية للعربية جعل هذا التداخل يأخذ حيزا كبيرا بينهما واصبح انتقال المفردات متاحا بين اللغتين وان لهذا الانتقال اسبابه الموضوعية وبدورها هذه الاسباب ادت الى انتقال هذه المفردات . ان دراسة ظاهرة التداخل اللغوي تعد من الأهية في دراستها ودراسة مسبباته من خلال تأثيرها على اللغة الأم وعوامل اضمحلالها وعوامل قوتها ، نجد من خلال البحث والاستقصاء ان هنالك العديد من العوامل التي تؤثر بالسلب والايجاب على ظاهرة انتقال المفردات من لغة الى اخرى ، وهذه العوامل حري بدراستها ، ولابد من الاشارة ان ظاهرة التداخل اللغوي والتأثير المتبادل بين اللغات المتجاورة ظاهرة تعد طبيعية بحكم التجاور البيئي وما يحمله من عوامل التأثير وليس فقط بين الآرامية والعربية بل يحصل في مختلف اللغات وكل البيئات ، تكثر الالفاظ الآرامية الداخلة في اللغة العربية ونجد استعمالها يكاد يكون يوميا من خلال الالفاظ الدارجة في العامية العراقية على سبيل المثال وان عدنا الى الجذر للفظة لوجدنا انها تعود بذلك الجذر الى اللغة الآرامية وبمختلف لهجاتها السريانية والمندائية وللأسباب المعروفي المؤدية لذلك التداخل ، وحري بنا ان نتعامل مع هذه الظاهرة على انها ظاهرة حضارية وطبيعية في كل الامم وفي كل اللغات .البحث يتناول هذه الاشكالية اللغوية ومسبباتها وعوامل تأثيرها في اللغات والبيئات المتجاورة مع عرض نماذج لغوية لهذه الظاهرة وما تمثله اللغة الآرامية والعربية من مثال حي لظاهرة التداخل اللغوي في اللغات السامية .