عمرو بن حريث (ت:85هـ/704م) دراسة في سيرته ووضعه الاقتصادي
الكلمات المفتاحية:
العرب ، الاقتصادية ، الكوفة ، الصحابة ، الأُموي ، التجارةالملخص
على الرغم من صغر سن عمرو بن حريث الذي عاشه في عصر الرسالة إلاّ أنه كان من الذين عاصروا الرسول (r) وقيل إنهم حدثوا عنه مباشرةً ، فضلاً عن حديثه عن بعض الصحابة عن الرسول (r) أو حديثه للقضايا الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في المدة التي عاش فيها ، والممتدة منذ عصر الرسالة مروراً بالعصر الراشدي ، حتى وفاته سنة 85هـ/704م ، في عهد بني أُمية ، وقد كان له دورٌ في العصر الراشدي في معركة القادسية سنة (16ه/637م) وشارك في الفتوحات العربية الإسلامية ، فضلاً عن دوره التجاري ، وفي العصر الأُموي قام بأعمال سياسية واجتماعية واقتصادية ، وظهر بشكل واضح في المجال التجاري فأصبح من كبار التجار في العراق في العهدين ، وكان مشهوراً بثروته الواسعة خاصة ما يتعلق بتجارة الغنائم، إذ أن أصل ثروته الواسعة قد جاء عن ذلك ، فضلاً عن إمكانية فائدته من عمل مواليه ومكاتبتهم ، إذ كان أغلبهم يعملون في مهن اقتصادية عدة ، فكان من أغنى رجال أهل الكوفة مالاً.
ولوحظ أنه كان مراقباً لميزان القوى السياسية ، وكان يمتلك قدرة على المناورة ، ومن ثم تغيير مواقفه السياسية ، وبما ينسجم ويتناغم مع مصالحه الشخصية والاقتصادية ، وإلى هذا فإنه عرف كيف يفيد من بعض القوى السياسية الفاعلة ، بعبارة أُخرى كان هذا التاجر القرشي ممثلاً لروح التجارة التي وجدت أن تحقيق الأرباح ومصلحتها الذاتية هي المحرك الأول في الدوافع الإنسانية بعيداً عن القيم الأخلاقية ، فالمصلحة هي المنبع ، وهي المصب في سلوك عمرو بن حريث الذي كان نتاج عصر مضطرب ومحتدم ، وكان يساير عصره ويتصرف على وفق رؤية إنتهازية نفعية ، منحازة إلى حكم الأُمويين ونظامهم.