الخبر والإنشاء عند متأخري أصوليي الإمامية

الملخص

           عرض البحث رأي الأصوليين المتأخرين للخبر والإنشاء، وتأتي أهمية البحث لصلته بقضايا دلالية مهمة، كالأوامر والنواهي وغيرها، لأن هدفهم من وراء ذلك تشخيص الحكم الشرعي فبحثوا الاساليب الانشائية في مقدمة كتبهم الأصولية، فبحثوا الجملة الخبرية بما يشبه البحث البلاغي، غير انهم خالفوا البلاغيين في اتجاهات منها أن الجملة الإنشائية توجد معناها والخبرية تحكي عنه فالجملة الخبرية عندهم موضوعة لثبوت النسبة في الخارج أو عدم ثبوتها فيه، بينما الجمل الإنشائيّة موضوعة لإيجاد المعنى في الخارج الذي يعبّر عنه بالوجود الإنشائي،  بمعنى الجملة توجد المعنى في الخارج حين التلفظ به، أو كما يذهب المحقق الخرساني من أن المائز بين جملتي الخبر والإنشاء هو القصد او الداعي، وهذا قريب من نظرية الفيلسوف الغربي (جون أوستن) في كتابه (نظرية أفعال الكلام) الذي ولد في نفس العام الذي توفي فيه المحقق الخرساني.

ومن خلال هذا البحث ظهر لنا مجموعة من النظريات المهمة في تفسير الخبر والإنشاء للأصوليين المتأخرين الذي تعد اليوم من صميم الدرس اللغوي الحديث، وهذا كان الهدف من البحث، حيث تم عرض هذه النظريات معتمدا أسلوب البحث الوصفي التحليلي.