أوصاف الذات الإلهية بين جواز الإطلاق والمنع دراسة دلالية
الكلمات المفتاحية:
ما لا يوصف به الله ، السمات الدلالية ، أوصاف الذات الإلهية ما لا يوصف به إلا الله تعالى ، صفات الجلال والجمال .الملخص
أوصاف الذات الإلهية من مباحث العقيدة الإسلامية خاض فيه أهل علم الكلام وفصلوا القول فيه ، واختلفت فيه طوائف المسلمين؛ ولكن لهذا المبحث صلة بالبحث اللغوي والدلالي ؛ وقد لفت نظري وأنا أطالع كتاب الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري كثرة الألفاظ التي تعقبها العسكري واصفًا إياها بأنها ( مما لا يوصف به الله تعالى ) لما تحمله تلك الألفاظ من محتوى دلالي لا يوائم الذات الإلهية، إذ إنّ صفات الكمال والجلال التي يتصف بها الله سبحانه لابد أن تكون مناسبة لساحة قدسه جلَّ جلاله بما تحمله من سمات دلالية تشير إلى كمال وتبتعد عن نقص ولا يشم منها رائحة المحدودية أو الجسمانية ؛ لذا فإن ما توصف به الذات الإلهية من صفات وما لا توصف به له منشأ دلالي يناط به قبول الوصف أو منعه أو حصره بالله تعالى ، وقد حرصت في هذا البحث أن أعرض لنماذج من هذه الصفات التي يكون القبول والمنع فيها قائماً على محتواها الدلالي ، وأفتش عن المحاذير التي حالت دون قبول اتصاف الله تعالى بهذا الوصف و الأسباب التي دعت إلى ارتكاب المجاز ليصح قبول الوصف.
المحتوى الدلالي للفظ أساس مهم لقبوله وصفًا لله تعالى أو رفضه أو حصر إطلاقه به تعالى ؛لأن القاعدة الأساسية للأوصاف الإلهية: كل صفة دالة على كمال مطلق يوصف بها الله ، وكل لفظ تشم منه رائحة النقص والمحدودية ويخالط محتواه ما يمس ساحة قدسه لا يطلق عليه. والأوصاف الواردة في القرآن الكريم أو عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ويشم منها رائحة الذم فإن التأويل هو المسلك الذي اتخذه العلماء لقبولها وإن اختلف المسلمون فبعضهم آمن بالاسم بلا تأويل مع نفي أن يشابه الوصف المخلوقات ، وبعضهم حمل ذلك على المجاز ليصح اطلاق اللفظ ، وهو مسلك قد يفرض حتى في الاسماء الأكثر شهرة كالسميع والبصير .