سياسة الحياد الإيجابي في ظل حكومة عبد الكريم قاسم (( دراسة تأريخية في ضوء الوثائق العراقية ))
الكلمات المفتاحية:
سياسة الحياد - التحالفات الدولية - ثورة 14 تموز - القضية الفلسطينية - الموقف البريطاني.الملخص
طرأ تغييرٌ كبيرٌ على أهداف السياسة الخارجية في العراق منذ قيام ثورة الرابع عشر من تموز/1958, بعد أن كانت السياسة الخارجية في عهد ما قبل الثورة قد رسمت لها أهدافاً جعلت من العراق أن يسير في طريق منحاز نحو الغرب, إلّا أنّ الثورة قد غيّرت هذه السياسة ووجّهتها نحو طريقٍ آخر, على الرغم من العقبات والصدمات التي ظهرت في طريقها.
ومن خلال مبدأ الحياد الإيجابي الذي آمنت به حكومة عبد الكريم قاسم من أجل الحفاظ على استقلال العراق ومحاولة إبعاده عن الكتلتين الشرقية والغربية, فقد كان العراق في مقدمة الدول الساعية إلى الانتماء إلى حركة عدم الانحياز الداعية إلى السلام, والتي شملت العراق ومصر والهند ويوغسلافيا ودول أخرى بلغ عددها (127) دولة. ولعلّ من أهم الشخصيات السياسية والعسكرية التي ساهمتْ في إنشاء حركة عدم الانحياز, هي: جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية, وجواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند, وجوزيف بروز تيتو رئيس جمهورية يوغسلافيا, ثم انضمَّ العراق إلى الحركة على عهد حكومة عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق بعد عام 1958.
كانت أولى أهداف الثورة هو تغيير نظام الدولة من الملكية إلى نظام الجمهورية, ثم شرعت بالقوانين والقرارات التي تم من خلالها تأميم شركات النفط بموجب قرار رقم (80) لسنة 1958. وتحرير الفلاح العراقي من هيمنة الإقطاع, وذلك من خلال إصدار قانون الاصلاح الزراعي المرقم (30) في 30/تموز/1958, الذي حرّر الفلاح من ظلم الإقطاع, فضلاً عن تحقيق المشاريع الوطنية الأخرى المتمثلة في بناء المساكن والجسور, والاهتمام بالتربية والتعليم والصحة... وغيرها من المشاريع الوطنية.